تصورات الإعلاميين في وسائل الإعلام الإليکترونية الإماراتية لأدوارهم المهنية والعوامل المؤثرة فيها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الشارقة، کلية الاتصال

المستخلص

بالرغم من المؤشرات البراقة للوضع الإعلامي في دولة الإمارات، من حيث عدد الصحف ووسائل الإعلام والمدن الإعلامية..إلخ، فإن حالة من الغموض والضبابية تحيط بأوضاع العاملين في صحافة الإمارات، من حيث مدى حرفيتهم المهنية، ورضاهم عن أوضاعهم العامة، وعلاقاتهم المتشعبة والمتعارضة داخل وخارج المؤسسة، وطبيعة التأثير والدور الذي يقومون به في إختيار وتحديد وصياغة الموضوعات التي يقدمونها للجمهور، وتقييمهم للدور الذي يلعبونه ومدى قناعتهم بذلک، وفيما إذا کانوا يعکسون توجهاتهم وانتماءاتهم المختلفة على المضامين التي ينتجونها، ومستوى الحريات التي يتمتعون بها، والأمن الوظيفي الذي يشعرون به، ومدى تمتعهم بحقوقهم، إن حالة الضبابية هذه تزيد من إحباطات الصحفيين وتؤجل أي تقدم يتعلق بأوضاع الصحفيين في مجتمع ذو خصوصية سياسية واجتماعية مختلفة عن غيره، وذلک في ظل التحديات العديدة التي تواجه هؤلاء الإعلاميين سواء داخل المؤسسة الإعلامية وفي خارجها، حيث يعيشون في مجتمع لا ينتمون اليه بحکم أن غالبيتهم ليسوا إماراتيين، الأمر الذي يؤثر حتمًا على مستوى وطبيعة أدائهم لرسالتهم، وکمحصلة نهائية يؤثر على الرسالة الصحافية الذي يؤدونها، وعلى الأدوار التي يقومون بها .
وتمثل هذه الدراسة محاولة للتعرف على تقييم الإعلاميين لدورهم وللعوامل المؤثرة في أدائهم للعمل الإعلامى کمهنة وکدور اجتماعي، وعلاقتهم بالمجتمع وبالمصادر وبکافة الأنساق التي تتحرک وتعمل فيها وسائل الإعلام الإليکترونية في دولة الإمارات، على اعتبار أن دراسات الصحفيين من أهم المجالات في الدراسات الإعلامية، وباعتبارهم العامل الاساسي في مهنة الإعلام، وبإعتبار أن الأداء المهني لهؤلاء الإعلاميين يتأثر بجملة عوامل وضغوطات تنعکس بشکل مباشر على قيمهم وتصوراتهم عن المهنة وعن أدوارهم التي يقومون بها أو من المفترض أن يقوموا بها، وبإعتبار أنه لا يمکن أن تتطور وسائل الإعلام بالإعتماد على البنية التقنية والمادية فقط، إذ لابد من تحسين ظروف العمل والإرتقاء ببنية القوانين، وصولاً لحالة من التکامل والتناغم بين مختلف العوامل المادية والمهنية والقانونية والثقافية والإجتماعية التي تؤدي في النهاية لضمان أداء عمل صحفي يتسم بالإستقرار والحرفية العالية التي تقود لضمان قيام الإعلاميين بأدوارهم الحقيقية في المجتمع .
وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام الإليکترونية بدولة الإمارات من حيث خلفياتهم التعليمية، جنسياتهم، مفهومهم للعمل الإعلامي ولدورهم في المجتمع، وتصوراتهم لأدوارهم المهنية وللعوامل التى تؤثر في أدائهم لأدوارهم. وتأتى هذه الدراسة في وقت تشير فيه کل المؤشرات إلى أن مهنة الإعلام في حالة تحول (Zelizer, 2009) وأن البيئة الإليکترونية قد هزت بشدة الأفکار والتصورات المتعلقة بطبيعة الأخبار، والممارسات الإعلامية العتيقة، إلى الحد الذى جعل مستقبل مهنة صناعة الأخبار محل تساؤل، فعلى حد تصور Hargreaves (1999, p. 4) فإنه في ظل الديمقراطية فإن کل فرد يمکن أن يقوم بدور الصحفي فيما يعرف بالصحافى المواطن، وهى ظاهرة تتزايد في السنوات الأخيرة وتمثل تحديًا للنخب الصحفية وللجماعة الصحفية بصفة عامة، کما تمثل ظاهرة جديدة فيما يتعلق بالأفکار المتعلقة بالخدمة العامة في المجتمعات الحديثة (Hartley, 2000) حتى أن بعض الباحثين يتنبؤن بموت أو وفاة الصحافة (Charles & Stewart, 2011; McChesney & Nichols, 2010)

الكلمات الرئيسية