استخدام الطلاب للصفحات الرسمية لجامعاتهم على موقع فيسبوک والإشباعات المتحققة لديهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم علوم الاتصال والإعلام - کلية الآداب - جامعة عين شمس.

المستخلص

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي وسيلةً مهمةً جدًا؛ للتواصل بين المؤسسات المختلفة وجماهيرها، ومن بين هذه المؤسسات الجامعات المصرية وطلابها من الشباب الذين يُمثلون القاعدة العريضة لمستخدمي هذه الوسائل التي أصبحت نشاطًا يوميًا لا يستطيعون الاستغناء عنها، وهو ما يفرض على الجامعات المصرية ضرورة مواکبة التکنولوجيا الحديثة؛ للتواصل مع طلابها وتقديم الخدمات المختلفة لهم، ومن هنا تتمثل مشکلة الدراسة في رصد وتحليل مضامين الصفحات الرسمية للجامعات المصرية على موقع فيسبوک ودوافع استخدام الطلاب لهذه الصفحات والإشباعات المتحققة لديهم من استخدامها
وأوضحت نتائج الدراسة أن هناک جوانب إيجابية متعلقة باستخدام الطلاب للصفحات الرسمية لجامعاتهم على فيسبوک، ولکن الأمر لا يخلو من بعض السلبيات التي يجب أن يرکز عليها القائمون على هذه الصفحات، حتى يصلوا لأعلى أداء واستفادة منها وتواصل مع الطلاب وربطهم بالجامعة. فعلى سبيل المثال أوضحت النتائج أن غالبية الطلاب يستخدمون الصفحات الرسمية لجامعاتهم وهي نتيجة إيجابية، وتتفق مع دراسة Gómez and Others (2012) ([i]) ولکن معظم هؤلاء الطلاب يستخدمون الصفحات بدرجة متوسطة کما أن درجة تفاعلهم معها ضعيفة وهي أمور يجب أخذها في الاعتبار، والعمل على تطويرها من خلال محاولة جذب الطلاب حتى يصبح استخدامهم وتفاعلهم بدرجة کبيرة بما يفيد الطرفين سواء الطلاب أو الجامعة.
کذلک فمن الأمور الإيجابية التي خرجت بها الدراسة ولکن مازال بها جزء سلبي هي أن مستوى رضا الطلاب عن صفحات جامعاتهم على فيسبوک کان متوسطًا وکانت أبرز أسباب الرضا هي استخدام لغة بسيطة مناسبة لهم، وهو أمر يُحسب للقائمين على الصفحات ولکن يتطلب منهم الاستمرار عليه وتطويره للانتقال بمستوى الرضا من المتوسط إلى المرتفع، وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة قيام القائمين على الصفحات بالاهتمام بالعناصر التي سجلت درجة رضا أقل وهي "تقديم محتوى يفيد الطلاب في دراساتهم" و"الاهتمام بمشاکل الطلاب واستطلاع آرائهم". 
رکزت الدراسة على أسباب عدم استخدام بعض الطلاب لصفحات جامعاتهم على فيسبوک، وکان أهمها أن الطلاب مشترکون في مجموعات groups خاصة بالدراسة ولا يحتاجون لصفحة الجامعة وکانت أبرز هذه المجموعات على تطبيق واتس آب وفيسبوک وهنا يجب على القائمين على الصفحات أن يراجعوا الميزات التي تتوافر في هذه المجموعات بحيث يمکنها الاستفادة من ذلک في تطوير الصفحات، بما يتناسب مع خصائص موقع فيسبوک، کذلک رأى بعض الطلاب أن الصفحات غير جذابة وتقدم محتوى لا يفيدهم وهو ما يجب تطويره.
کانت أبرز الإشباعات التي حققها الطلاب من استخدام صفحات جامعاتهم هي الإشباعات المعرفية والاجتماعية والتسلية وتحقيق الذات وتتفق هذه النتيجة مع دراستي Beqiri (2014) و Reddy (2014) التي أوضحت التأثير الإيجابي لاستخدام الجامعات لوسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالتواصل والتفاعل بين الطلاب والتأثير على قرارات الطلاب ودورها في تلبية احتياجاتهم من المعلومات([ii])
تقييم عام لأداء صفحات الجامعات المصرية:
فيما يتعلق بمضامين صفحات الجامعات فقد تنوعت هذه المضامين ما بين (إخباري- إرشادي- خدمي- ترفيهي- اجتماعي- ترويجي- إعلاني)، واختلف اهتمام صفحات الجامعات بهذه المضامين فنجد أن بعضها رکز على الجانب الإخباري وبعضها رکز على الترويجي والترفيهي وهکذا. وتتفق هذه النتيجة مع دراستي Paladan (2018) وCharles and Others (2014) ([iii]) التي أوضحت أن مؤسسات التعليم العالي تستخدم هذه الوسائل لتسويق برامجها وتقديم معلومات حول الأحداث والفعاليات الخاصة بها والبحث العلمي، وأخبار الحرم الجامعي والطلاب فإن معظم الجامعات تستخدم تصميم واجهة الموقع کعامل أساسي في تقديم أنفسهم لطلابهم المحتملين.
ويمکن القول إن مضمون الصفحة الرسمية لجامعة القاهرة عکس مدى عراقة الجامعة بما فيها من تنوع کبير نظرًا لتاريخها الطويل وکونها من أقدم الجامعات المصرية وکثرة کلياتها وبرامجها وأنشطتها المحلية والدولية وشراکتها وعدد طلابها واعضاء هيئة تدريسها، فانفردت الصفحة بنشر أخبار حول رفع التنصيف الدولي للجامعة في مختلف التصنيفات العالمية وتوثيق ذلک بالصور، حصول أعضاء هيئة تدريسها على جوائز عالمية ونشر أبحاث دولية، إطلاقها برامج دولية في تخصصات جديدة، إصدار مجلات دولية، إطلاق جامعة الطفل وافتتاح فرع دولي للجامعة، إنشاء أول کلية مصرية للنانو تکنولوجي.
أما الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس، فقد توقفت عن النشر منذ 30 أکتوبر عام 2018 وقامت بنشر ثلاث منشورات فقط في شهري يوليو وأغسطس عام 2019، ويرجع ذلک لتدشين الصفحة الرسمية للمرکز الإعلامي لجامعة عين شمس والتي جذبت الانتباه والترکيز عليها وبدأت نشر أخبار الجامعة وکلياتها بشکل مستمر وجذاب، وبالتالي تراجع دور الصفحة الرسمية للجامعة رغم أن عدد المتابعين لها يتخطى النصف مليون شخص وهو ما يجب استغلاله من جانب الجامعة.
ولم تتمکن الباحثة من تحليل محتوى الصفحة الرسمية للجامعة في الفترة المحددة للدراسة حيث لم تجد کما ذکرنا سوى ثلاث منشورات دارت حول فتح باب التقدم لدفعة جديدة ببرنامج الساعات المعتمدة باللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية العامة، وفتح باب التقديم الإلکتروني للالتحاق بالمدن الجامعية. ومن الملاحظ أنه کان هناک تفاعل جيد مع هذه المنشورات.
وترى الباحثة أنه يجب على جامعة عين شمس إعادة بث الروح للصفحة الرسمية للجامعة إلى جانب صفحة المرکز الإعلامي بحيث يکون هناک تکامل بينهما، فالصفحة الرسمية للجامعة من المفترض أن تختلف عن صفحة المرکز الإعلامي وتقدم خدمات أکثر متعلقة بالتعريف الجامعة وکلياتها وأخبارها وربط الطلاب بها وتقديم ما يجذبهم مثلما تفعل صفحات الجامعات الخاصة. ويمکن للصفحة أن تقوم بمشارکة بعض المنشورات من صفحة المرکز الإعلامي للجامعة مثلما تفعل صفحة جامعة القاهرة.



 

الكلمات الرئيسية