العلاقة بين استخدام الإنستجرام والأبعاد الثقافية للشباب في المجتمع المصري:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

يعد هذا البحث دراسة تطبيقية للبحث في تأثير الأبعاد الثقافية الفردية التي عبر عنها هوفستد والمرتبطة بکل من مؤشر التفاوت فى توزيع القوة، ومؤشر الفردية مقابل الجماعية، ومؤشر الذکورة مقابل الأنوثة، ومؤشر تجنب عدم اليقين، ومؤشر التوجه طويل المدى مقابل التوجه قصير المدى، وکذلک مؤشر التساهل مقابل الانضباط على التنبؤ باستخدام الإنستجرام بين الشباب المصري. وتشير النتائج إلى أن أکثر الأبعاد الثقافية المؤثرة نسبيًا في استخدام الشباب المصري للإنستجرام هي تجنب عدم اليقين، والتوجه طويل المدى مقابل التوجه قصير المدىى ، والتساهل مقابل الانضباط، في حين لم يکن تأثير الأبعاد الثلاثة الأخرى کبيرًا.
وفقًا لمؤشر هوفستد، فقد حققت مصر درجات عالية في بعض المؤشرات الثقافية، مثل مؤشر التفاوت فى توزيع القوة ومؤشر الذکورة مقابل الأنوثة ومؤشر تجنب عدم اليقين مقارنة بثقافات العالم الأخرى. وتؤثر بعض السمات الثقافية للشباب المصري في دوافع استخدامهم  للإنستجرام . وتؤثر هذه السمات الثقافية أيضًا في نشاطاتهم التابعة لذلک، مثل عدد الشخصيات التي يتابعونها، ومتابعتهم لمؤثري الإنستجرام، وکذلک متابعتهم لصفحات تجارية معينة أو أنواع أخرى من صفحات التطبيق, إلى جانب متابعتهم لشخصيات يحملون جنسيات معينة.
کما أشارت النتائج إلى  أن الأبعاد الثقافية لکل من التفاوت فى توزيع القوة والتوجه طويل المدى مقابل التوجه قصير المدى والتساهل مقابل الانضباط  تؤثر في دوافع الشباب المصري لمتابعة مؤثري الإنستجرام.  ويعد مؤشر الذکورة مقابل الأنوثة هو المؤشر الثقافي الأکثر تأثرًا بالاختلاف في جنسيات الشخصيات التي يتابعها المستخدمون، في حين يعد مؤشر التفاوت فى توزيع القوة هو المؤشر الثقافي الوحيد الذي لا يؤثر في عدد الشخصيات التي يتابعها المستخدمون. ويعد مؤشري تجنب عدم اليقين والتوجه طويل المدى مقابل التوجه قصير المدى هما المؤشران الثقافيان الوحيدان اللذان يؤثران في نسبة استخدام الشباب المصري للإنستجرام.
أوضحت النتائج أيضًا أن استخدام الشباب المصري للإنستجرام يؤثر في سماتهم وخصائصهم الثقافية المرتبطة بمؤشرات التفاوت فى توزيع القوة والذکورة مقابل الأنوثة والتوجه طويل المدى مقابل التوجه قصير المدى التي لا تتوافق مع السمات الثقافية المصرية التي حددها هوفستد. وتشير النتائج إلى ما يلي:
-  يرى الشباب المصري أن القواعد واللوائح وتعليمات الاستخدام تعد مهمة للغاية؛ وهذا يدل على أن الشباب المصري ذو توجه طويل الأجل، وهو ما يتناقض مع مؤشر هوفستد بأن الثقافة المصرية ذات توجه قصير المدى.
-  يتفق الباحثون على أن نوعية الحياة الجيدة مهمة لکلا الجنسين؛ ويشير ذلک إلى أن الشباب المصري مؤيد للحرکة النسوية، وهو ما يتناقض مع مؤشر هوفستد بأن الثقافة المصرية تعد ثقافة ذکورية.
- عبر المبحوثون أيضًا عن قدرتهم على التعامل مع المعلومات المتناقضة، وقدرتهم على الاستثمار في التخطيط للمستقبل؛ الأمر الذي يدل على أن الشباب المصري قادر على التعامل مع حالة عدم اليقين، وهو ما يتناقض مع مؤشر هوفستد فيما يتعلق بمؤشر تجنب عدم اليقين في مصر.
ويمکن تفسير هذا الاختلاف في الأبعاد الثقافية للشباب المصري في ضوء المتغيرات التالية:
-      تأثير استخدام الشباب المصري للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في معاييرهم الثقافية وقدرتهم على التعامل مع المعلومات المتناقضة.
-      الفئة العمرية  للمبحوثين، حيث إنهم جميعًا طلاب جامعات يستخدمون الإنستجرام بشکل مفرط بصفة يومية.
-      المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي ينتمي إليه المبحوثون، حيث إنهم جميعهم طلاب في جامعة خاصة تضم طلابًا من مستوى اجتماعي مرتفع جدًا؛ مما أثر بدوره في سماتهم الثقافية الخاصة بمؤشر الذکورة مقابل الأنوثة وجعلهم يتفقون على أن نوعية الحياة الجيدة مهمة لکلا الجنسين.
-      الظروف السياسية التي تمر بها مصر منذ عام 2011 والتي غيرت مواقف الشباب من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية التي أثرت بدورها في سماتهم الثقافية (Darwish & Sherif, 2016).
ولتفسير هذا الاختلاف بشکل أکثر عمقا في إطار التعرف علي تأثير مواقع التواصل الإجتماعي علي الأبعاد الثقافية للشباب المصري تم إجراء دراسة علي عينة من 100 طالب جامعي  للوصول إلي طبيعة هذه الاختلاف ورؤية ما مدى اعتقاد الشباب أن الانستجرام وسيلة لخلق ثقافة عالمية أم يدعم التنوع الثقافي جاءت النتائج کالتالي  :-
-عدد کبير من الشباب بنسبة 42%  اتجاهاتهم محايدة عند سؤالهم عن  قدرتهم على التعامل مع  المعلومات المتناقضة  في ظل موقف يتسم بالغموض ،أما نسبة 28 %  کانت موافقة  على عبارة أن لديهم القدرة على التعامل مع  المعلومات المتناقضة، ونسبة 20% من الشباب کانت معارضة لهذه العبارة .
- وافقت عينة الدراسة بنسبة 74% أن مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لجعل الثقافات تتغير بنفس السرعة ولذلک لديهم استجابة سريعة وفورية لتقبل هذا التغيير بينما نسبة  14%  عارضت هذه العبارة  و12% کانت محايدة.
- أما عند سؤالهم عن کون الانستجرام وسيلة تجمع الآراء المتماثلة جاءت  نسب الاتجاهات نحو العبارة کالتالي : 44% کانت محايدة ونسبة 37% موافقة وأخيرا نسبة 19% معارضة.
- جاءت نسبة 63% موافقة علي أن "الشباب المصري لديه القدرة علي الإستثمار في التخطيط للمستقبل "بينما نسبة 23% معارضة ونسبة 14% محايدة.
- توافق العينة بنسبة 69% علي أن الإنستجرام يغير ويطور الأشکال الثقافية ويعمل علي دمج الحضارة ويجعلها حديثة بينما يعارضها  نسبة 23%، ونسبة 8% فقط کان اتجاهها محايد .
- وافقت العينة بنسبة 58% علي أن "مواقع التواصل الإجتماعي تضعف الحضارة المحلية والوطنية والإقليمية" أما نسبةالمعارضة  فکانت 32% بينما نسبة 10% فقط محايدة .
- وافق الشباب بنسبة 52% علي أن " استخدام الإنستجرام يؤثر في سماتهم الثقافية "،وکانت نسبة 25% معارض ونسبة 23 % محايد ، وهو ما يشير لوجود تأثير لاستخدام الإنستجرام على السمات الثقافية.
- جاءت اتجاهات العينة بنسبة 57% موافقة لعبارة:"مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم لنشر ثقافة  إعلامية عالمية " بينما نسبة 24% کانت معارضة ،ونسبة 19% کانت محايدة.
ومما سبق يتضح أن الشباب  يعتقد بوجود دور للانستجرام في تغيير بعض الابعاد الثقافية في المجتمع المصري ولکن ليس بشکل قوي ، ولکنهم يعتقدون بقوة هذا الدور في نشر الثقافة الإعلامية العالمية .

الكلمات الرئيسية