أرست الکتابات النظرية في علم الاجتماع دعائم لتحليلات رصينة تخص واقع الإبداع الفني –علي إختلاف أشکاله وألوانه – بوصفه الجزء المعنوي من ثقافة المجتمع ، وأدي الإختلاف في التوجهات النظرية والرؤي الفکرية في تحليل وتفسير الإبداع الفني والفنون إلي ثراء الطرح ؛ وإلي تناول الواقع الإبداعي من زوايا عديدة ، مع الوضع في الإعتبار خصوصية المجتمع الذي ظهر به المنتج الإبداعي ، والمرحلة التاريخية والحقبة الزمنية التي يمر بها ؛ والتي تؤثر علي کم وکيف الإبداع ، وعلي طريقة تناوله وتحليله. وهدفت المدارس الفکرية علي إختلاف توجهاتها إلي دراسة تأثير الإبداع الفني والفنون علي المجتمع ؛ وتأثير المجتمع بکل ما يخصه علي الإبداع الفني والفنون بوصفها منتج ثقافي يميز المجتمع ، وکيف أن للمجتمع بکافة أبنيته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية تأثير کبير علي کم وکيف الإبداع ، وعلي دوره في بناء الإنسان ، وفي تکوين أطر معرفية وثقافية سليمة لديه ، ووعي حقيقي وإدراک صائب ، وأيضاً کيف يستطيع الإبداع الفني أن يغير واقع المجتمع للأفضل . تهدف الورقة الحالية إلي هدفين ؛ الأول ، عرض وتحليل نقدي لأبرز وأهم الآراء والمعالجات والتحليلات في علم الاجتماع التي تناولت الإبداع الفني والفنون ودورها ؛ وذلک بداية من التحليلات الرائدة وصولا إلي المقاربات الحديثة والمعاصرة التي تناولت الإبداع الرقمي ؛ مع الوضع في الحسبان الترکيز علي الدراما بوصفها نوع مهم ومؤثر من الإبداع الفني ، وذلک في حدود الإمکان ؛ حيث الإرهاصات الأولي رکزت علي نوعية الإبداع الموجود وقتها ؛ وتمثل في الموسيقي والأدب في أحيان کثيرة . ويتمثل الهدف الثاني في ؛ عرض آليات لتفعيل دور الإبداع الفني – الجانب المعنوي أو غير المادي للثقافة في بناء وعي الإنسان ، وذلک إيماناً بدور المنتج الثقافي الإبداعي في بناء الإنسان العنصر الفاعل للتنمية والتنمية المستدامة . وفي سبيل تحقيق الأهداف المشار إليها سوف تهتم الورقة الحالية بعدد من العناصر وهي کالتالي ؛ أولا : رؤية الأتجاهات النقدية للإبداع الفني .
التراث المارکسي . مدرسة فرانکفورت . رؤي العالم في المدرسة النقدية .
ثانياً : رؤية الإتجاهات المحافظة للإبداع الفني . ثالثاً : مقاربات جديدة في تفسير الإبداع الفني .
الإقتصاد وعلاقته بالإبداع الفني . الإبداع الفني الرقمي .
رابعاً : آليات لتفعيل دور الإبداع الفني في بناء وعي الإنسان المصري .