الخطاب الصحفي نحو قضية القدس بعد إعلان ترامب 2017

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام التربوي بکليـــــــة التربيــــة النوعيــــة- جامعـــة المنصـــورة.

المستخلص

مع بداية فصل جديد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد يکون الأکثر تأثيرًا في مصير القدس، جاء اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل کخطوة مستفزة للعرب والمسلمين مستندًا في ذلک لما عُرف بـ "قانون القدس"، وحظي هذا الاعتراف بالرفض من شتى الدول، بينما لقي الأمر ترحيبًا داخل الولايات المتحدة کونه تنفيذًا لوعد انتخابي، الأمر الذي جعل قضية القدس تتصدر اهتمام خطاب المواقع الصحفية على کافة المستويات ويتفق ذلک مع الدراسة الحالية في سيطرت الخطاب الهجوميعلىمواد الرأي بمواقع (الواشنطون بوست- يديعوت أحرونوت- الأهرام) والمرتبطة بقضية القدس، فالصحافة الأمريکية تنوعت في خطابها ما بين انتقاد ترامب وتصيد أخطائه والترکيز على الوفاء بالوعود رغم التحذيرات بما يضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار، والقرار بمثابة خطوة تجاه إسرائيل تفتح فصلًا من عدم اليقين حول دور الولايات المتحدة کوسيط حيادي للسلام، وانتقاد الصحف الإسرائيلية ما تدعية الدول الرافضة للقرار بمقاومة التغيير بما يعوق عملية السلام، فضلًا عن سلبية رؤساء أمريکا السابقين في اتخاذ مثل تلک القرارات، بينما أکد خطاب موقع الأهرام على تخاذل رموز النظام السياسي العالمي في اتخاذ إجراءات حقيقية لمواجهة الاعتراف الترامبوي، وانتقاد الدعم الأمريکي الکامل للممارسات الإسرائيلية في فلسطين، وفي إطار البناء الترکيبي للخطاب فقد سيطرت استراتيجية تشخيص الوضع الراهن على مقالات الکتاب نحو القضية بنسبة 14% بخطاب المواقع عينة الدراسة، واختلف ذلک مع دراستا طلعت عبد الحميد2016 ومحمد مدحت راغب2015  في اعتماد خطاب الکتاب على استراتيجية الحجج والأدلة المنطِقية کأبرز استراتيجيات الخطاب.
وبالنسبة للاتجاه العام للکتاب بالمواقع نحو القضية فقد غلب الاتجاه الإيجابي بنسبة 42% ويؤکد ذلک على الدعم الکامل من قبل الشعوب للقضية وسلبية القرار الأمريکي والتعاطي الإيجابي مع کافة الجهود المبذولة لدعم القضية من القوى العربية والدولية، وعلاوة على ذلک فقد أکد الإجمالي العام للنتائج ترکيز خطاب موقعي يديعوت أحرنوت والأهرام على الجمع بين أکثر من أطروحة وتمثل ذلک في أطروحات (أسباب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل والنتائج المترتبة عليه، وردود الفعل العربية والعالمية وکذلک تهويد القدس وطرح الحلول)، بينما سيطرت أطروحة ردود الفعل العربية والعالمية على خطاب الواشنطون بوست وتمثلت في (رفض مسلمي ومسيحيِّ الشرق الأوسط للقرار وإقامة القمم العربية وتصعيد الهجمات، والتأييد الإسرائيلي للقرار وتهديدات ترامب لمن يعارضه)، واختلف ذلک مع دراستا رجاء أبو مزيد 2013، وائل المناعمة 2012في سيطرة أطروحة الحکومة کأبرز أطروحات المصالحة بخطاب الصحف الفلسطينية.
وفيما يتعلق بأبرز مسارات البرهنة اعتمد خطاب الکتاب على التجارب والشواهد من الواقع وربط القضية بقضايا مماثلة بنسبة 15.3%، بما يعزز من مصداقية ما يقدمه الکتاب من معلومات حول القضية ويسهم في تحديد اتجاهات الرأي العام نحوها، واتفق ذلک مع دراسة محمد سعد 2015 فکانت "الحقائق والوقائع" أبرز مسارات البرهنة على قضية الاستيطان، وأکدت دراسة أحمد عبد العزيز 2015 استخدام البرهنة التاريخية وطرح أمثلة للتأکيد على قضية الأسرى، واعتمد خطاب الکتاب على عرض وجهة نظر واحدة للتبرير على صحة أفکارهم تجاه المقاومة ثم الاسَتشهاد بالأحداث والوقائع، والشواهد التاريخية بدراسات خريس2014 والأقطش 2005 وغدير أحمد 2015.
 وکانت أبرز الأطر المرجعية بخطاب الکتاب (أطر الأحداث والشواهد من الواقع بنسبة 30.4%، تلاها السياسية بنسبة23%، والتاريخية بواقع18.2%) واختلف ذلک مع دراستا طلعت عبد الحميد 2016 ومحمد مدحت 2015 في اعتماد منتِجي الخطاب على المرجعيات السياسية، والتاريخية، والإنسانية في تقديم العدوان الإسرائيلي على غزة والمقاومة الشعبية الفلسطينية.
 أما عن أدوار القوى الفاعلة فإن المؤثر الأساسي في تشکيلها وتوزيعها إيجابًا أو سلبًا يعزو لطبيعة العلاقات بين تلک الأطراف ومدى توافق أو تصادم القرار مع أهدافها، وهذا ما أظهرته النتائج حول إسناد الأدوار الإيجابية للقوى العربية والدولية بنسب 27.6%، 23.3%، بينما حظيت القوى الأمريکية والإسرائيلية على النسبة الأکبر من الأدوار السلبية بنسبة 47% ،34.3% واختلفت تلک النتائج مع دراسة Mohammed Wesam Amer 2017 إلى أن المسئولين الإسرائيليين هم أبرز القوى الفاعلة ويسعون دائمًا لوقف إطلاق النار، بينما کانت حماس هي أکثر القوى الفاعلة الفلسطينية بالخطاب وإظهارها أنها الأکثر رفضا لوقف إطلاق النار، ويفضي تحليل تلک الأدوار إلى أنها تجمع بين ثلاثة جوانب أساسية تسهم في رسم صورتها وهي: الأدوار ذات الطابع السياسي، والأدوار التي تعکس صورة الفلسطينيين مقابل الاحتلال الإسرائيلي والاستبداد الأمريکي، وأخيرًا الأدوار ذات الطابع النضالي الإصلاحي، يضاف لذلک بعض الأدوار السلبية التي تأتي في سياق محاولة نقد القرار ومؤيديه، وکان النظام السياسي العالمي هو أبرز المحاور المهمة للخطاب، والذي يعرض غالبًا في سياق انتقادي حيث يحمله الکتاب مسئولية تدهور الأوضاع بالشرق الأوسط.

الكلمات الرئيسية