أطر معالجة الخطاب الصحفى المصرى لسياسات الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة فى إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بکلية الإعلام جامعة أکتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)

المستخلص

خلاصة البحث:
1- تنوعت الأطروحات الرئيسية فى خطاب الصحف المصرية موضع الدراسة نحو سياسات الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة، إلاّ أن "توفير ودعم السلع والخدمات الأساسية" جاءت فى مقدمة الأطروحات الأخرى، نظراً لما يمثله الدعم النقدى للسلع التموينية والمنتجات البترولية وغيرها من الخدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم الحکومى والإسکان ومياه الشرب والصرف الصحى...إلخ من أهمية للطبقات الفقيرة والمتوسطة.
  کما تَبيَّن وجود فروق بين الأطروحات التى تناولت موضوع الدراسة بوجه عام فى صحف الأهرام والوفد والشروق، حيث أن هذه الأطروحات قد شکَّلت حضوراً مکثفاً داخل خطاب صحيفة الوفد عن خطاب صحيفتى الأهرام والشروق، حيث يمکن إرجاع ذلک إلى سياستها التحريرية النابعة عن أيديولوجيتها ومبادئها الحزبية.
2- تنوعت الأطر المرجعية التى استشهد بها کُتَّاب مواد الرأى فى صحف الدراسة فى التأکيد على وجهة نظرهم، أو نفى وجهات النظر المعارضة لهم، وقد تنوعت مابين أطر الدعم والأطر الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية والإنسانية، إلى جانب الاستعانة باستشهادات من الواقع، إلاَّ أن أطر الدعم جاءت فى مقدمة الأطر الأخرى فى خطاب الصحف عينة الدراسة من خلال استشهاد کُتَّاب مواد الرأى بمختلف أنواع الدعم النقدى والعينى الذى تقدمه الحکومة للمواطنين، وقد اختلف توظيف هذه الإحالات فى سياق الخطاب الصحفى بحسب الإطار العام الذى حکم إنتاج الخطاب داخل کل صحيفة من صحف الدراسة، فنجد على سبيل المثال خطاب جريدة الأهرام يُبرز جهود الحکومة فى تقديم کافة أنواع الدعم النقدى والعينى للمواطنين، إلاَّ أن الخطاب الصحفى بجريدتى الشروق والوفد اتجه إلى التأکيد على ضعف قيمة الدعم الذى تقدمه الحکومة للفئات الأکثر احتياجاً، وعدم وصوله إلى مستحقيه بالشکل الأمثل فى ظل موجات غلاء الأسعار المتعاقبة بالتزامن مع تدنى مستوى دخل ومعيشة السواد الأعظم من المواطنين، بالإضافة إلى نقد الإجراءات الاقتصادية والسياسات المالية والنقدية التى تتبعها الدولة – خاصة عدم تطبيق الضرائب التصاعدية – وتحمل محدودى الدخل والطبقة المتوسطة أعباء الإصلاحات الاقتصادية.
3- تشير النتائج إلى تزايد استخدام الصحف المصرية عينة الدراسة للمسارات المنطقية العقلانية بصورة أکبر من المسارات غير المنطقية، وقد يرجع ذلک إلى رغبتها فى تقييم برامج الحماية الاجتماعية وفقاً لرؤية موضوعية جادة بعيداً عن التهويل أو التهوين من جهود الحکومة فى هذا المسار، وإن کانت جريدة الشروق هى الأکثر ترکيزاً واستخداماً للمسارات المنطقية وبفارق کبير بينها وبين الصحف الأخرى، ثم جاءت جريدة الأهرام فى المرتبة الثانية، أما جريدة الوفد فقد کانت أکثر صحف الدراسة استخداماً للمسارات والاستمالات غير المنطقية.
  ومن أبرز مسارات البرهنة المنطقية التى اعتمد عليها کُتَّاب مواد الرأى: "الاستشهاد بالأدلة والحجج المنطقية"، و"عرض أهمية الحدث والحلول المقترحة"، ثم "تقديم حقائق وأرقام وإحصائيات"، وأخيراً "عرض وجهتى النظر"، وتُشير النتائج إلى اتفاق جريدتى الشروق والأهرام على أن "الاستشهاد بالأدلة والحجج والبراهين" أهم مسارات البرهنة المنطقية اعتماداً عليها عند تناول سياسات الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة، بينما اعتمدت جريدة الوفد على "عرض أهمية الحدث والحلول المقترحة" بالدرجة الأکبر بين مسارات البرهنة المنطقية عند تناول موضوع الدراسة.
  أما مسارات البرهنة غير المنطقية التى اعتمدت عليها الصحف المصرية فى مواد الرأى عند تناول موضوع الدراسة، جاء فى المرتبة الأولى "البرهنة الهجومية" و "تجهيل مصادر المعلومات"، و "عرض وجهة نظر واحدة"، ثم "البرهنة الدفاعية"، وأخيراً "استخدام صياغة إنشائية عامة".
  وتُشير النتائج إلى اتفاق جريدتى الشروق والوفد على الاعتماد على أسلوب البرهنة الهجومية بدرجة أکبر من المسارات غير العقلانية الأخرى عند تناول موضوع الدراسة وبفارق کبير لصالح جريدة الشروق، على عکس خطاب جريدة الأهرام، الذى اعتمد على استخدام البرهنة الدفاعية وعرض وجهة نظر واحدة عند تناول موضوع الدراسة، وهو ما يتفق مع رؤية ورسالة الصحف القومية وسياستها التحريرية، التى تهدف إلى الدفاع عن سياسات الحکومة الداخلية والخارجية، والتأييد والتأکيد على وجهة نظرها، عکس اتجاه جريدتى الشروق والوفد اللتان هاجمتا قرارات الحکومة الأخيرة بشأن الإصلاحات الاقتصادية سواء رفع الدعم عن السلع والخدمات والمنتجات البترولية وما تبعه من غلاء الأسعار فى ظل تدنى مستوى معيشة السواد الأعظم من الناس، کما ترى الجريدتان ضعف برامج الحماية الاجتماعية التى تقدمها الدولة للطبقتين الفقيرة والمتوسطة.       
4- بالرغم من تنوع القوى الفاعلة الرئيسية فى خطاب الصحف المصرية عينة الدراسة، ما بين المسئولين الحکوميين ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، إلاّ أن صحف الدراسة رکزت على المسئولين الرسميين (78.2%) وخاصة ممثلى وزارتى التضامن الاجتماعى (وعلى رأسها د.غادة والى) والتموين والتجارة الداخلية (وعلى رأسها د.على المصيلحى)، کأهم القوى الفاعلة الرئيسية فى الخطاب الصحفى وبفارق کبير عن القوى الفاعلة الأخرى، وإبراز جهودهما فى التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى وجود اتفاق بين صحف الدراسة فى تناول القوى الفاعلة الرئيسية وترتيبها حسب أهميتها عند رصد وتحليل سياسات الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة خلال فترة الدراسة التحليلية، مما يعکس عدم تأثير أيديولوجية الصحيفة وسياستها التحريرية على ترتيب أهمية القوى الفاعلة فى الخطاب الصحفى، بينما جاء القطاع الخاص والجمعيات الأهلية والمنظمات والمؤسسات الخيرية کقوى فاعلة ثانوية فى خطاب جريدتى الأهرام والشروق، وضعف دورهما فى مشارکة الحکومة من أجل توفير الحماية الاجتماعية للمواطنين وخاصة محدودى الدخل فى خطاب کُتَّاب أعمدة الرأى بجريدة الشروق، الذين أکدوا على أهمية قيام القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والأهلى بدورهما التنموى فى المجتمع وفقاً لضوابط سليمة ومعايير شفافة.

الكلمات الرئيسية