الصحافة المصرية ومعالجة قضايا التنوع الديني من منظور المواطنة:

تکمن مشکلة الدراسة في ضرورة التوصل إلى إستراتيجية صحفية/ إعلامية خاصة بمعالجة قضايا التنوع الديني والعلاقة بين المختلفين دينيًا أو مذهبيًا، ما يساعد على إعداد ميثاق شرف "نوعي"، أو "مدونة سلوک" أو "کتيب تعليمات"، يحکم الممارسة المهنية للمعالجة الصحفية للعلاقة بين المختلفين في الدين، ونعني هنا تحديدًا المسلمين والمسيحيين في الحالة المصرية.
          ومن الأهمية أن يقوم الصحفيون أنفسهم، في إطار التنظيم الذاتي للجماعة الصحفية، بوضع تلک القواعد التي تتضمن مجموعة من القواعد المهنية والممارسات الأخلاقية، حتى يلتزمون بها في ممارساتهم الإعلامية عند إدارة العلاقة ومعالجة الموضوعات ذات الصلة بالأغيار دينيًا والمختلفين مذهبيًا.
وتختص هذه الدراسة بدراسة وتحليل دور الصحافة المصرية في معالجة وتغطية قضايا التنوع الديني في المجتمع المصري، وعلى نحو رئيس موضوعات العلاقة بين الأغيار أو المختلفين دينيًا، من المسلمين والمسيحيين في الحالة المصرية، بهدف التوصل إلى إستراتيجية صحفية وإعلامية خاصة بمتابعة ومعالجة هذا الشأن، انطلاقًا من مبدأ المواطنة، وذلک من خلال استطلاع رأي مجموعة ممثلة من الصحفيين، ما قد يساعد على التوصل إلى ميثاق شرف نوعي أو مدونة سلوک أو کتيب تعليمات، الأمر الذي يساعد الصحفيين من مختلف الصحف، ما بين صحف قومية وحزبية وخاصة، في التعامل الصحفي مع هذا الشأن.
وقد کشفت الدراسة عن وجود مجموعة من الضغوط التي يعاني منها الصحفيون أثناء معالجة وتغطية العلاقة بين الأغيار دينيًا، بالإضافة إلى وجود أخطاء يرتکبها البعض أثناء تلک التغطية، عن قصد أو دون قصد، بوعي أو دون وعي، کما تبين من نتائج الدراسة الميدانية أن الاتجاه العام بين الصحفيين هو الموافقة على أهمية الالتزام بمجموعة من المعايير المهنية التي تحکم الممارسة الصحفية منها: التوازن- حماية وسائل الإعلام- مراعاة الدقة- عدم التجهيل- الالتزام بأخلاقيات التعامل مع المصادر- عدم التحيز- احترام حق الخصوصية- مراعاة أخلاقيات نشر الصورة.
وتقترح الدراسة إستراتيجية صحفية- إعلامية خاصة بمعالجة قضايا التنوع الديني من منظور المواطنة، تقوم على ثلاثة محاور رئيسة: إرشادات ومعايير وضوابط عامة، إرشادات ومعايير وضوابط مهنية، آليات تنفيذ خاصة بالکيانات الصحفية والإعلامية.