مشکلات الأسرة المصرية الناجمة عن الاستخدام السىء للإنترنت من وجهة نظر الوالدين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإعلام - کليـة الآداب جامعـة طنطا

المستخلص

تمثل الثورة المعلوماتية سمة أساسية من سمات العصر الذى يعيشه العالم فى الوقت الراهن، فلقد أصبح الصراع حول امتلاک المعلومات بديلا للصراعات العسکرية والاقتصادية بين الدول, واتجهت الدول المتقدمة إلى اتباع أسلوب جديد لإحکام هيمنتها وسيطرتها على الدول النامية والفقيرة من خلال بعد آخر هو البعد الثقافى والمعرفى.
وتعد شبکة الإنترنت وبما لها من قدرة فائقة على تجاوز حدود الزمان والمکان أحد أهم أدوات هذا البعد الثقافى والمعرفى, حيث تمثل وجه المجتمع المعلوماتى الجديد بما تنشره من قيم وعادات وتقاليد وثقافة خاصة.وبرغم ما لهذه الشبکة المعلوماتية (الإنترنت) من آثار إيجابية قد تتمثل فى إتاحة الفرصة للدول الفقيرة للإطلاع على أحدث منجزات الثورة التکنولوجية فى العالم والحصول على المعلومات من مصادر متعددة إلا أن التعامل مع هذه الشبکة ينطوى على مخاطر اجتماعية هائلة على مستوى کل من الفرد والأسرة والمجتمع خاصة إذا ما أخذنا فى الاعتبار خلو هذه الشبکة الاتصالية والمعلوماتية من الرقابة التى يمکن فرضها على وسائل الاتصال الجماهيرى الأخرى, وکذا قدرة هذه الشبکة على القفز – بالصوت والصورة – إلى عالم الممنوع والوصول إلى داخل المنازل وبالتالى الوصول إلى خصوصيات الأسرة, فضلا عن طبيعة الخصوصية التى تصاحب استخدام هذه الوسيلة ذاتها مقارنة بالوسائل الإتصالية الاخرى, ذلک أن المستخدم للإنترنت يستخدم جهاز حاسب آلى وحيد ولا يشارکه عادة فيه أحد, کما يکون له بريده الالکترونى الخاص وکلمة السر المتعلقة به.

ومن هذا المنطلق تواجه الأسرة المصرية فى الوقت الراهن – وبسبب الاستخدام السىء للإنترنت – عديدا من المشکلات الاجتماعية التى اختلفت تماما عن المشکلات القديمة التى کانت تواجهها فى الماضى بسبب عوامل تقليدية مثل: الأهمال فى الواجبات الأسرية – العقم – الضغوط الاقتصادية – عدم الکفاءة بين الزوجين – خروج المرأة للعمل – الزواج بأخرى... إلخ . ولعل تعرض الأسرة المصرية لتصفح مواقع الإنترنت لفترات طويلة يوميا قد يؤدى إلى تقلص الوظائف الأساسية لهذه الأسرة، فضلا عن تعرضها للعديد من المشکلات والأزمات الأسرية. وعليه تأتى أهمية هذا البحث الذى يحاول رصد واستخلاص تلک المشکلات الناجمة عن الاستخدام السىء للإنترنت والذى يمکن أن تواجه الأسرة المصرية وتؤثر فى تماسکها, مع طرح الرؤية المستقبلية لکيفية مواجهتها من جانب عينة من أرباب الأسر المصرية ولتغطية هذه الأبعاد انطلقت الدراسة فى هذا البحث عبر ثلاثة محاور أساسية, الأول منها يتناول الإطار المنهجى له. والثانى يتضمن الإطار النظرى له, بينما يشتمل الثالث على نتائج الدراسة الميدانية التى أجريت على عينة من أرباب الأسر المصرية فى منطقة الدلتا ممن يستخدمون الإنترنت.

الكلمات الرئيسية