صورة العالم الإسلامي في الکاريکاتور الروسي: دراسة في التحليل السيميولوجي والثقافي من 2011 إلى 2015

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

منذ تفجر الحرکات القومية للاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، طالت هذه الحرکات المسلمين الذين يشکلون جمهوريات ذات حکم ذاتي داخل الاتحاد الروسي في منطقتين أساسيتين في روسيا: منطقة شمال القوقاز في: داغستان والشيشان وإنجوشيا وقبردين بلقاريا وأوسيتيا الشمالية، ومنطقة حوض الفولجا – الأورال في: تتارستان وبشکيرستان وتشوفاش وموردوفيا إضافة إلى إقليم أورنبرج، فضلا عن الملايين من المسلمين الذين هاجروا من طاجاکستان وأوزبکستان ليضيفوا بعدا أخر للمشهد المسلم داخل روسيا
وتختلف المصادر الروسية الرسمية عن مصادر الأقليات المسلمة في تقدير عدد المسلمين في روسيا، فبينما تقدرهم المصادر الروسية بما لا يقل عن 28 مليون مسلم بما فيهم ثلاثة ملايين مهاجر يمثلون 20% من عدد السکان، تقدرهم المصادر الإسلامية بما يربو عن 32 مليونا يمثلون ما لا يقل عن 22% من إجمالي عدد السکان.
وفيما يتعلق بعلاقات روسيا مع العالم العربي فترجع العلاقات الطيبة بين روسيا القيصرية والقوميين العرب في سوريا وفلسطين ولبنان (الشام) إلى أواخر القرن التاسع عشر قبل قيام الاتحاد السوفيتي السابق، حيث ساندت روسيا تحرر العرب من ربقة الحکم الترکي نتيجة العداء التاريخي بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية، فتم إنشاء عدد کبير من المدارس الروسية الأرثوذکسية والمراکز الثقافية، ومن خريجي هؤلاء المدارس جاء الأدباء العرب الشوام الذين ترجموا الأدب الروسي وعلى رأسهم اللبناني سالم قبين والسوري خليل بيدس
وعلى الرغم من أن الاتحاد السوفيتي السابق کان ثاني دولة اعترفت بإسرائيل، فإن مساندته للدول العربية التي کان يحکمها أحزاب اشتراکية عربية في سوريا والعراق ومصر معروفة، عندما کان مورِّد السلاح الرئيسي لدول المواجهة العربية.
واليوم يدرس الآلاف من الطلاب العرب في الجامعات الروسية لرخصها خاصة في جامعات مدينة کازان ذات الأغلبية المسلمة في جمهورية تتارستان، وتعنى روسيا بالتواصل مع العالم العربي وآلياته عندما أطلقت قناة روسيا اليوم بالعربية عام 2006 لمعادلة الصوت الغربي المهيمن على الإعلام الدولي ومساندة الحقوق العربية، في الوقت الذي يتواجد ما لا يقل عن أربعة آلاف مقاتل من مسلمي روسيا في سوريا للحرب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشغل الشأن الإسلامي في روسيا وتوقعات تطوراته الإقليمية والمحلية حيزا کبيرا من دراسات مدرسة العلوم السياسية والدراسات البينية في أوربا والولايات المتحدة، لا سيما المستقبل الديموغرافي للمسلمين في روسيا وما يترتب عليه من تغيير في البنية السکانية، وتحول الإسلام الذي يعتنقه أبناء روسيا المسلمين إلى الراديکالية والتطرف تأثرا بأيديولوجية تنظيمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية بل والسلفية الجهادية حتى وصل أمر هؤلاء إلى قلب روسيا. 
وقد انضم علم الإعلام إلى النشاط البحثي عن صورة الإسلام والمسلمين لا سيما في فترات المواجهات المسلحة داخل روسيا وخارجها، ولذا تکتسب هذه الدراسة أهميتها من عدة نقاط؛ إذ تمکن هذه الدراسة الباحثين من التعرف على الکاريکاتور الروسي وأبرز مراحله التاريخية ونجومه، وکذا کيفية تشکل صورة العرب والمسلمين في الإعلام الروسي وتفسير هذه الصورة عبر التحليل الثقافي لتاريخية علاقة روسيا بالإسلام.
وقد آثر الباحث أن يستخدم کلمة العالم الإسلامي لأنها تستوعب کل القضايا والأحداث التي صورها رسامو الکاريکاتور الروسي، فلم يقتصر الأمر على الشأن السياسي في دول العالم الإسلامي أو الأقليات في روسيا أو في أوروبا، بل تجاوز ذلک إلى صورة المرأة المسلمة وصورة العقيدة الإسلامية ذاتها  
وتقدم هذه الدراسة رصدا لصورة العالم الإسلامي قضاياه وأحداثه والقوى الفاعلة فيه في الکاريکاتور الروسي سواء المنشور في الصحف الروسية الأوسع انتشارا، أو في مواقع الإنترنت المتخصصة في الکاريکاتور ومدوناته وأبرزها موقع (حرکة الکارتون السياسي) أو Cartoon Movement، أي أن الدراسة تعالج الکاريکاتور الروسي على المستويين الاحترافي والهاوي، في کل من الإعلام المؤسسي والإعلام الجديد. 

الكلمات الرئيسية