علاقة التعرض لبرامج الترويع والخديعة بالاتجاهات العدائية لدى الشباب المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المعهد الکندي العالي لتکنولوجيا الإعلام الحديث

المستخلص

کان العنف ولم يزل محل اهتمام العلماء والباحثين، ولم يکن هذا الاهتمام مجرد انعکاس لجهود فردية، وإنما أيضا لجهود مؤسسية تتبناها الدول والحکومات، وکذلک الهيئات الدولية، ويفسر ذلک بتزايد العنف في العلاقات الاجتماعية تحت ضغوط الحياة، ودخوله بقوة الى دائرة الشئون اليومية للناس، فلم يعد العنف يقتصر على العنف السياسي الموجه ضد النظم السياسية، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من تفاعلات الأفراد في حياتهم اليومية سواء في إطار المجتمع بمواقعه المختلفة .
ويعد العنف وعلاقته بالتليفزيون واحداً من أکثر المجالات التي اهتم بها باحثوا الدراسات الإعلامية، حيث يعد العنف أحد الآثار السلبية التي يحدثها التليفزيون، وعلى الرغم من اختلاف الباحثين حول مدى تأثر الشباب بالعنف التليفزيوني؛ إلا أن أياً منهم لم ينکر أن هناک نوعاً من التأثر لديهم بالعنف بصرف النظر عن نسبية هذا التأثر وعدم تساوي الأفراد في التأثر بدرجة واحدة
وقد أکدت بحوث مختلفة أن مشاهدة التليفزيون لها ردود أفعال سلوکية قد تکون إيجابية أو سلببية ()، وأن هناک علاقة دالة بين مشاهدة العنف واتجاهات المشاهدين نحو السلوک العدواني، حيث ثبت أن المشاهدين يتعلمون من التليفزيون حيث يعتبرون العنف سلوکاً ملائماً في حياتهم اليومية
ويتاح اليوم لجميع الأفراد صغاراً وکباراً ذکوراً وإناثاً فرصاً جديدة وواسعة في التعرض للقنوات الفضائية التي تعد إحدى الظواهر الاتصالية الحديثة التي برزت بصفة جماهيرية في العقد الأخير من القرن العشرين واستخواذ برامجها على حيز کبير من اهتمامات المجتمع المصري بشکل عام والشباب بشکل خاص.
وقد دلت البحوث والدراسات الإعلامية على أن الکثير من برامج القنوات الفضائية تحتوي في مضامينها على العنف بأشکاله المختلفة، وهو ما يعني أن أغلب موضوعات ومضامين هذه البرامج لا تتناسب مع قيم مجتمعنا ولا تساعد على تنشئة اجتماعية سليمة وتعمل على إثارة العنف والسلوک العدواني في نفوس الشباب.
وتعد برامج الترويع والخديعة من البرامج التي تحوي الکثير من مشاهد العنف والمواقف الإنسانية الغريبة، في الوقت الذي لم تحظى فيه هذه البرامج باهتمام بحثي وأکاديمي لدراسة تأثيراتها على فئات الجمهور المختلفة وفي مقدمتهم فئات الأطفال والمراهقين والشباب الذين يعدون الفئات الأکثر فرصة للتأثر بهذه النوعية من البرامج وبالمواقف العنيفة التي تعرض فيها، وهو ما ساعد على بلورة مشکلة هذه الدراسة في التالي: رصد وتحليل تأثيرات التعرض لبرامج الترويع والخديعة على الاتجاهات العدائية للشباب المصري سواء کانت هذه الاتجاهات نحو ذاته أو نحو الآخرين وعلاقة ذلک باتجاهاتهم نحو هذه البرامج.

الكلمات الرئيسية