اعتماد الشباب الجامعي المصري والسعودي على وسائل الإعلام أثناء الأزمات العملية العسکرية على اليمن "عاصفة الحزم" نموذجا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإعلام التربوي بکلية التربية النوعية – جامعة الزقازيق

المستخلص

يتعاظم الدور الإعلامي وخاصة الدور الإخباري لوسائل الإعلام في اوقات الأزمات الدولية والصراعات الإقليمية والحروب، وذلک من خلال تشکيل الجدل حولها، وتقديم انطباعات وتصورات بشأن الاطراف المشترکة فيها، وإضفاء الشرعية على بعض الاطراف، وفي الوقت ذاته تجريد أطراف اخري من الشرعية وإبراز قضايا فرعية معينة وتجاهل أخري.

فضلاً عن أنه في أوقات الأزمات تزيد حاجة الجمهور إلى المعلومات وٕالى فهم ومعرفة ما الذي يحدث حولهم، فتکون وسائل الإعلام هي المصدر الأول الذي يلجئون إليه لإستقاء معلوماتهم بشأن تلک الأزمة، وتتصاعد درجات ومستويات اعتماد الجمهور على وسائل الإعلام کمصدر للمعلومات في حالة وقوع أزمة، وتتزايد هذه العلاقة بوضوح في ظل ظروف عدم الإستقرار الاجتماعي والتغيرات الاجتماعية والتهديد بأنواعه المختلفة وخاصة في حالة الأزمات الأمنية ويلجأ الأفراد في هذه الحالة لوسائل الإعلام في محاولة لخلق معان ثابتة للأحداث وايجاد التفسير المناسب لها.

فالإعلام أصبح وسيلة من أهم الوسائل التي تساهم في التأثير على الرأي العام وعلى صانع القرار السياسي في الدول المختلفة، فالإعلام يقوم بدور کبير في دعم الحقائق أو تغييرها أو التأثير على أطراف النزاع ايجاباً أو سلباً، ولم تقتصر وسائل الإعلام على الوسائل التقليدية بل أصبحت الوسائل الإعلامية الحديثة ذات تأثير کبير على مختلف الأزمات والصراعات الداخلية والدولية لذلک فوسائل الإعلام بشقيها التقليدي والالکتروني تمتلک القوة في التأثير على مختلف الأحداث والأزمات.
ومن المؤکد أن الأزمة ليست أساساً مسألة إعلامية ، ولکن ، وبالرغم من أن بعض الأزمات وفى مراحل ما من تطورها ، يتم مواجهتها وحلها عبر القنوات الدبلوماسية الهادئة، فأن المعطيات الراهنة تؤکد تزايد البعد الإعلامي في المراحل المختلفة لإدارة الأزمة ، ولهذا أصبح الطرف الإعلامي متزايد الحضور ، وقوي الصوت ، کطرف فاعل وکمساهم نشط في المراحل المختلفة لإدارة الأزمة (التشخيص، ووضع الاستراتيجية ، ورسم الخطط والبرامج ، والتنفيذ ، واستخلاص الدروس والعبر) ، وأصبح الإعلام طرفاً فاعلاً في المستويات المختلفة لإدارة الأزمة.

وتنعکس أهمية وسائل الإعلام في مواجهة الأزمات من خلال اعتماد الجمهور عليها في معرفة تفاصيل الازمة، وهنا تبرز عدة اهداف للإعلام في تغطية الازمة ومنها: سرعة مواجهة الازمة والحد من الخسائر، طمأنة الجمهور الداخلي والخارجي، التنسيق بين الأجهزة المختلفة لمواجهة الازمة، والقضاء على الشائعات في حالة نقص المعلومات، بالاضافة إلى تزويد الجماهير بالمعلومات الدقيقة المرتبطة بالازمة وکسب تاييدهم.

     ولقد ادي هذا الزخم في انتشار وسائل الإعلام على مستوى العالم عموماً، والعالم العربي خصوصاً، إلى نشوء جدل سياسي، وثقافي حول درجة اعتماد الجمهور على هذه الوسائل الإعلامية في أوقات الازمات، وخاصة في ظل بعض الوسائل الإعلامية التي تتبني الواقع المتأزم الذي يفرز الصراعات المعينة وفقا لرؤيتها الخاصة وتعبيرا عن هويتها ومرجعيتها، بالشکل الذي ينعکس بشکل او بآخر على اتجاهات الجمهور بشکل عام نحو الازمات والقضايا سواء کانت قضايا محلية او دولية.
  ومن ثم جاءت ضرورة التعرف على درجة إعتماد الشباب الجامعي المصري والسعودي على وسائل الإعلام وخاصة أثناء الأزمات، وقد تم تناول العملية العسکرية على اليمن "عاصفة الحزم" نموذجاً لهذه الدراسة الحالية نظراً لحداثتها، وتناولها بشکل مکثف في کل وسائل الإعلام وعلى وجه الخصوص وسائل الاعلام السعودي والمصري وذلک في ضوء نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام.
 

الكلمات الرئيسية