استخدام أعضاء هيئة تدريس الإعلام التربوي الصحافة والمسرح لمهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد وعلاقتها بـإدراکهم للمعنى الدلالي في العملية التدريسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

رئيس قسم الإعلام التربوي - کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

المستخلص

علي الرغم من أهمية مهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد في عملية التدريس ،إلا أن أعضاء هيئة التدريس قد لا يولون لها أهمية کبيرة أثناء قيامهم بعملية التدريس ،و إن جاءت فتأتي بشکل تلقائي أو عفوي ،قد تؤکد المعني المقصود المصاحب للکلمة المنطوقة إذا کانت صحيحة أو تأتي عکسه فيحدث التناقض بين مضمون الرسالة اللفظية وغير اللفظية ،وفي مثل هذه الحالات نصدق الرسالة غير اللفظية ،وعلي الرغم من أهمية الدور الذي تؤديه الأخيرة ،وما تحمله من مصداقية ومعنى بنسبة (65ـ 70% )من المعلومة أو الرسالة التي نريد توصيلها للطلاب، وهذا لا يعني أننا ننکر أهمية الکلمة المنطوقة، فکثيرا من السلوکيات غير اللفظية تفسرها الرموز اللفظية والعکس صحيح ،لکن الترکيز على فهم مهارات الاتصال غير اللفظي ينحصر في من لهم القدرة على تفسير الرسائل غير المنطوقة والصادرة عن أجسامنا أو أعيننا ،وإذا کنا نعتبر أن مهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد هامة لأعضاء هيئة التدريس ککل إلا أنها من المهارات المهنية اللازمة لعضو هيئة تدريس الإعلام خاصة ،لتعزيز مضمون رسالته الإعلامية والتعليمية ،وتحقيق عملية الإقناع بينه کمرسل وبين طلابه کمستقبلين لهذه الرسالة.
لقد استدل الباحث علي مشکلة دراسته من خلال الملاحظة والمناقشة مع بعض أعضاء هيئة تدرس الإعلام التربوي علي اختلاف تخصصاتهم (الصحافة،الإذاعة والتليفزيون،المسرح التربوي) حول استخدامهم لمهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد في عملية التدريس وإدراکهم للمعني الدلالي لها،تبين أنهم يرکزون علي استخدام الکلمة المنطوقة بالدرجة الأولي إلي جانب هذه المهارات للتواصل مع طلابهم ،ولکن عملية الإدراک الحقيقي للمعني الدلالي تختلف وفقا لاستخدامهم لمفهومهم لبعض ما يقومون به من مهارات (العين ، الفم ، الأذن ، الوجه والرأس اليدين ،الأرجل ،نبرة الصوت، وضع الجسم) أو قد تأتي بشکل تلقائي وعفوي مصاحب للکلام، ويأتي المعني غير اللفظي عکس المعني اللفظي مما يؤثر علي عملية انتقال المعلومة التدريسية واستجابات الطلاب لمضمون الرسالة التعليمية،ومن ثم لا يحدث الاتصال الفعال والمطلوب في عملية التدريس ، لأنه ليس المهم أن يحدث الاتصال فقط ، فالعملية الاتصالية بکل عناصرها موجودة (المرسل وهو عضو هيئة التدريس،المستقبل وهو الطالب، والرسالة:هي المادة التعليمية، والوسيلة:هي المحاضرة) ،بل المهم أن يکون الاتصال فعال ،فنجاح عملية الاتصالية يعتمد علي قدرة عضو هيئة التدريس کمرسل علي فهم وإدراک وتفسير کود الرسالة اللفظية وغير اللفظية کنوع من الاتصال الذاتي أو الشخصي ، وقدرة الطالب کمستقبل أيضا علي فهم وإدراک وتفسير هذه الرسالة  فکل من اللغتين يکمل الأخر، بعکس ما تأتي أحدهما عکس الأخرى.
ـ وبمطالعة اللوائح الدراسية لأقسام الإعلام التربوي ،تبين عدم وجود مقرر دراسي عن مهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد يدرسه طلاب الإعلام وأعضاء هيئة تدريس الإعلام التربوي بمرحلتي البکالوريوس والدراسات العليا ، أو برامج تدريبية تنمي قدراتهم سوي برنامج تدريبي واحد ـ الاتصال الفعال ـ  ضمن برامج تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات ويتم تدريس نظريا،فضلا عن جود ندرة شديدة في الدراسات والکتابات والمقاييس التي تتناول مهارات لغة الجسد في مجال الإعلام التربوي مما دفع الباحث لإجراء هذه الدراسة .
ومن خلال سؤال شفهي طرحه الباحث علي (210) طالبا بقسم الإعلام التربوي بکلية التربية النوعية بالمنصورة بالفرق الدراسية الأربعة عن أهم المهارات التي يستخدمها عضو هيئة تدريس الإعلام التربوي لتحسين عملية الاتصال وجودة عملية التدريس ،جاءت استجاباتهم : ( الخبرة العلمية ، المعاملة الطيبة،التقارب بيننا وبينه، الشرح الجيد وتنوع أساليبه، الاستعانة بالأمثلة والنماذج والتدريبات العملية، الاحترام المتبادل،الانضباط، الصوت الجيد وفن الإلقاء،إحساسه بالطلاب والاهتمام بهم،الميعاد المناسب للمحاضرة ،حسن استثمار وقت المحاضرة في عملية الشرح،البعد عن المعاملة الجافة وأسلوب التوبيخ ،قدرته علي جذب الانتباه باستمرار،سيطرته علي المحاضرة، مراعاته للعدالة،الاهتمام بمظهره،ملابسة أنيقة،حرکته داخل حجرة الدراسة،رائحته الطيبة،عدم الخروج عن نطاق الحياء،لديه اتزان انفعالي،عدم التعال علي طلابه، شخص ذو کاريزما، شعور الطلاب بأن مستواهم العلمي أقل منه، استخدامه لتقنيات التدريس الحديثة).
وبتحليل استجابات الطلاب ، نجد أن معظمها يرکز علي مهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد ،فيما يتعلق بالجوانب المساحية،الحسية ،الذوقية،الزمنية ،الصوتية، الوجدانية والانفعالية والمشاعر،وهذه المهارات من المفترض أن يدرکها ويهتم بها عضو هيئة تدريس الإعلام کمرسل وصانع الرسالة لضمان نجاح عملية الاتصال مع الطلاب کمستقبلين، انطلاقا من أن عضو هيئة التدريس الذي لا يستطيع أن يدرک مهارات جسده ،لا يستطيع أن يدرک مهارات جسد طلابه ، ولا يستطيع إدارة وقت التدريس، ولا يستطيع تعليم طلابه هذه المهارات، إن فاقد الشيء لا يعطيه.
لقد جاءت فکرة البحث ـ أيضاـ  من خلال تجربة ذاتية عاشها الباحث خلال عمله بإحدى الجامعات العربية، ولعل اتفاق واختلاف المعاني  لمهارات لغة الجسد واختلافها وفقا للثقافات سبب حرجا لي في بعض المواقف .
 وانطلاقا من ذلک  حدد الباحث مشکلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي :
ما مدي (استخدام وإدراک) أعضاء هيئة تدريس الإعلام التربوي (الصحافة والمسرح) لمهارات الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد في عملية التدريس ؟

الكلمات الرئيسية