الضغوط المهنية في الصحف الإلکترونية في مصر وعلاقتها بالرضا الوظيفي لدى الصحفيين: دراسة في ضوء مفهوم الاحتراق النفسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

تختلف بيئة العمل في الصحافة الإلکترونية إلى حدٍ کبير عن بيئة الصحافة المطبوعة، وهو ما يفرض العديد من الضغوط المهنية على العاملين في تلک الصحف على نحو قد يؤثر في اختلاف معدلات الرضا الوظيفي والاحتراق النفسي لدى العاملين بها.
والمتفق عليه بين أغلب الباحثين أن العاملين بالإعلام عمومًا يعانون من من جملة من الضغوط، من بينها المنافسة الحادة بين وسائل الإعلام، ومواعيد البث والنشر، وساعات العمل الطويلة، والرواتب، بالإضافة إلى تنامي المسئوليات الملقاة على عاتق الصحفيين في مقابل تناقص الصلاحيات الممنوحة لهم، وجميعها أمور تنعکس سلبًا على الجوانب السيکولوجية للصحفيين ومستويات الرضا الوظيفي لديهم.
کما أن بيئات العمل تتسبب بحد ذاتها في خلق نوعيات معينة من الضغوط والإجهاد النفسي لممارسي العمل الإعلامي ، و بالتالي إلى خفض أو رفع معدلات الرضا الوظيفي، خاصة الضغوط المتعلقة بالبيئة التنظيمية  ، أو ما يطلق عليه العوامل التنظيمية organizational factors وتتلخص هذه الضغوط في عدم التوازن بين القدرة على اتخاذ القرارات حول کيفية القيام بالعمل على نحو فعال و المکافات المتوقعة من العمل مثل هذه البيئات.
وعلى صعيد بيئة الصحافة الإلکترونية ، فإن أبرز الضغوط المهنية التي يعترض لها العاملون بالإعلام الإلکتروني تتمثل في عدم وجود الدعم الکافي من الإدارة العليا وعدم وضوح الهدف وعدم الشعور بالأمان وضغوط الوقت الشديدة وطول ساعات العمل والاحتکاکات والشعور بأن الحياة مهددة ، وهذه الضغوط من أبرز  أسباب الإجهاد النفسي للعاملين ببيئة الإعلام الإلکتروني.
لهذا لم يکن مستغربا أن تشير الدراسات إلى أن مهنة الإعلام بشکل عام والصحف بشکل خاص ، تواجه العديد من المشکلات الاقتصادية، والمهنية، والتي تؤثر بشکل کبير في العاملين بالمهنة، وأفاد استطلاع للرأي بأن مهنة الصحافة هي واحدة من بين  أسوأ خمس مهن في عام 2012  ، إذ باتت تحتل المرتبة الـ196 من بين 200 مهنة جرى تقييمها من قبل باحثين في موقع "کارير کاست" المتخصص في دراسة سوق العمل، وحاول الباحثون في الموقع تقييم 200 مهنة من حيث مستوى الراتب وظروف العمل ونسبة التوتر التي يخضع لها العامل وآفاق الحصول على مکان عمل جديد بعد الاستقالة أو الفصل، ومع الأخذ في الاعتبار کل هذه العوامل، وضع الباحثون مهنة الصحافة في المرتبة الـ196،  وبلغ متوسط دخل الصحافيين 35 ألف دولار سنوياً، أي أقل من متوسط الدخل في مهن أخرى بـ13ألف دولار، أما مستوى التوتر فکان 44 نقطة من أصل 100، کما أشار الموقع إلى  أن مهنة الصحافة جاءت من بين أکثر المهن التي تسبب ضغوطا نفسية للعاملين بها ، ومن بينها الاحتراق النفسي
لکل تلک الحقائق العلمية تنطلق الدراسة الحالية من محاولة معرفة طبيعة الضغوط المهنية التي يتعرض لها العاملون  ببيئة الصحافة الإلکترونية في مصر وعلاقتها بالرضا الوظيفي ومستويات الإحتراق النفسي لديهم بما قد يساهم في وضع وتطوير السياسات الإدارية التي يمکن أن تؤدي إلى تخفيف حدة هذه الضغوط ومستويات الإجهاد والاحتراق النفسي ورفع معدلات الرضا الوظيفي بما ينعکس بالتبعية على کم وکيف المنتج الإعلامي.

الكلمات الرئيسية