استخدام المکفوفين لمواقع التواصل الإجتماعي وعلاقته بمستوى التوافق النفسي الإجتماعي لديهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإعلام التربوي – کلية التربية النوعية – جامعة المنصورة

المستخلص

أصبحت الشبکات الإلکترونية وسيلة فعالة للتواصل الإجتماعي حيث أنها تتيح الربط بين الزملاء والأصدقاء و ليس هذا فقط بل تساعد في التعارف و التواصل بين الأشخاص و المجتمعات المختلفين بعضهم البعض، و من هذا المنطلق سعت الشبکات الالکترونية لتوفير قدر مناسب من المواقع التي تدعم التواصل و من أبرزها موقع الفيس بوک حيث لاحظ الباحث من خلال المتابعة الدقيقة أن هذه المواقع تزداد نسبة إنتشارها يوماً بعد يوم بين مختلف الشرائح و الطبقات والأعمار ، ولم يقتصر الأمر على الأسوياء بل أمتد الإنتشار إلى ساحات ذوي الإحتياجات الخاصة بشکل عام والمکفوفين بشکل خاص .
 و باستعراض الدراسات السابقة ذات الصلة فقد وجدنا أن شبکات التواصل الاجتماعي تلقى إقبالاً کبيراً من جميع فئات المجتمع خاصة الشباب، حيث توفر خدمات تسمح لهم بتبادل الآراء والأفکار مع الآخرين وأيضا لمناقشة القضايا الاجتماعية، وتسمح للأفراد بالتعامل مع الآخرين وهذه المزايا لا يمکن توفيرها من خلال وسائط الاتصال التقليدية، و قد أشارت نتائج بعض الدراسات إلى العلاقة بين استخدام الفيس بوک و التوافق النفسي، ومظاهر الصحة النفسية  ، حيث دلت نتائج دراسة "سوليفان وبرادايس" (Sullivan&Paradise,2012)  إلى أن الإدمان على استخدام الفيس بوک يؤدي إلى العزلة الإجتماعية، واستخدامه بطريقة معتدلة يؤدي إلى مستويات جيدة من التوافق النفسي والإجتماعي ، وأشارت نتائج دراسة" لى ولى وجانج" ( Lee,Lee&Jange,2011) إلى أن استخدام الإنترنت يتنبأ بالتوافق النفسي والإجتماعي لدى الوافدين وخصوصاً ممن يعملون صفحات الصداقة ، وکشفت دراسة "کالبيدو وکوستين وموريس" ( Kalpidou,Costin&Morris,2011) إلى أن استخدام الفيس بوک لوقت طويل يرتبط سلباً مع التکيف النفسي و الأکاديمي.
ونظراً لأهمية موضوع التوافق النفسي الإجتماعي للمکفوفين بشکل خاص و الأثر الذي يمکن أن تحدثه مواقع التواصل الإجتماعي في نفوسهم ، بالإضافة إلى مکانة هذه المواقع في نفوسهم کما دلت عليها الدراسة الاستطلاعية التى قام بها الباحث من حيث کثافة استخدامها وقوة تأثيرها النفسي والاجتماعي لديهم وتعويضهم عن حاسة البصر بهذ التقنيات الجديدة التى مکنتهم من التفاعل الاجتماعي مرة أخرى و الوفاء بأغلبية الحاجات النفسية والإجتماعية التى يحتاجها الإنسان ، بالإضافة إلى حداثة الموضوع و قلة الدراسات التى تناولت مواقع التواصل الاجتماعي و أثرها على التوافق النفسي والإجتماعي لدى هذه الشريحة المجتمعية التى لا زالت تعاني من التهميش ، فقد تشکل لدى الباحث دافعاً قوياً لإجراء هذه الدراسة .
وبمراجعة الباحث للدراسات السابقة في هذا الموضوع فقد تبين لديه عدم وجود دراسات تحدثت عن العلاقة بين استخدام المکفوفين لمواقع التواصل الاجتماعي وتوافقهم النفسي الإجتماعي بشکل مباشر، مما يعطي أهمية و مشروعية للقيام بالدراسة الحالية .
و في ضوء الطرح السابق يمکن تحديد مشکلة البحث و بلورتها في رصد طبيعة اسخدامات المکفوفين لمواقع التواصل الإجتماعي ومعرفة دوافع هذا الاستخدام ، وتقيييمهم لمدى ثراء هذه الوسائل الاعلامية الجديدة من وجهة نظرهم  في ضوء المحددات الرئيسة لنظرية الثراء الإعلامي ، ورصد علاقة تلک الاستخدامات بتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي و اشباع احتياجاتهم النفسية والإجتماعية في ضوء متغيرات (النوع – السن – التعليم – الإقامة الجغرافية) للمکفوفين.




 

الكلمات الرئيسية