مصداقية المواقع الإخبارية لدى النخبة الأکاديمية وعلاقتها بالتنافر المعرفي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الصحافة بکلية تکنولوجيا الإعلام – جامعة سيناء

المستخلص

     نظراً لتنامي حجم مستخدمي وسائل الإعلام الجديد، وتزايد استخدامهم اليومي للحصول على الأخبار، ويقابله تعددية في الوسائل والتطبيقات إنعکس ذلک على زيادة کمية الأخبار المنشورة بالمواقع الإخبارية وتزايد مستوى التطوير مضموناً وتقديماً، حيث أصبح لکل صحيفة مطبوعة نسخة الکترونية، أو بوابة إخبارية على شبکة المعلومات الدولية، بالاضافة لتقديم خدمة إخبارية عبر الرسائل النصية للهواتف المحمولة وتطبيقاتها، وحتى المحطات التليفزيونية دخلت مضمار المنافسة, وأنشأت مواقع الکترونية من أجل نيل ثقة المشاهدين وتلبية احتياجاتهم، ودخلت شبکات التواصل الاجتماعي المنافسة في نشر الأخبار، وبذلک يجد الفرد نفسه محاطاً بعدد کبير من الوسائل الإعلامية، التي يتنوع نمط ملکيتها، وتختلف سياسياتها التحريرية، فضلا عن کم هائل من الأخبار التي تتعدد مصادرها، لدرجة أنه قد يجد الخبر ونقيضه، إلا أن جمهور الوقت الحالي هو جمهور نشط يمتلک العديد من البدائل، والخيارات التي يستطيع من خلالها المقارنة بين المصادر الإخبارية، ومن ثم إختيار الوسيلة الإعلامية التي يثق فيها، ولا يمکن إنکار التوجه الأيديولوجي للفرد في اختيار الوسائل التي تتناسب مع توجهاته. کل ذلک أثار تساؤلات کثيرة حول مدى المصداقية التي تتمع بها المواقع الإخبارية. وهي حقيقة تقع بين طرفي المقصلة: تعددها من جهة وسعيها لتحقيق السبق من جهة أخرى.
     ويمتلک کل فرد نسقاً معرفياً خاصاً به، کوَنه لذاته من خلال مراحل عمره المختلفة حتى أصبحت معياراً للحکم على الأشياء، يستعين به في تکوين أرائه واتخاذ قرارته، ولکن التساؤل المهم الذي تطرحه هذه الدراسة ماذا لو واجه الفرد مجموعة من الأخبار تتعارض مع نسقه المعرفي ومخزون خبراته؟ فقد تکون هذه الأخبار صحيحة، وقد تکون غير ذلک. فتعرض الفرد لمجموعة من الرسائل الإعلامية التي تتضمن معلومات وآراء وأفکار ورؤى ذات طبيعة مختلفة تصل في کثير من الأحيان إلى التناقض مما قد يترتب عليه خلق تشويش وعدم وضوح وتناقض وقلق لدى الجمهور، قد يصاحبه صراع بين النسق المعرفي لديه وما يتم استقباله من معلومات وأخبار. وهذا الشعور بالتناقض يعد دافعاً ومحرکاً أساسياً لاعادة التوازن (الاتساق) المعرفي لدى الفرد. ويعد الاعتماد على وسائل الإعلام ومدى الثقة فيها غاية في الأهمية خاصة عندما يتعرض الأفراد لمعلومات متضاربة حول الأحداث المختلفة من خلال التعرض للعديد من المضامين الإعلامية في وسائل الإعلام
     وفي ظل المنافسة الشديدة من جانب وسائل الإعلام وطبيعة الأحداث التي تتميز بالسرعة في التغطية الإخبارية، أصبحت دراسة معايير مصداقية وسائل الإعلام لدى الجمهور ذات أهمية بالغة في الوقت الراهن
     وفي ضوء ما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة في الکشف عن درجة مصداقية المواقع الإخبارية لدى النخبة الأکاديمية، وتقييمهم لمدى توافر المعايير المختلفة ومؤشراتها لمصداقية هذه المواقع، واختبار العلاقة بين مصداقيتها ومعدل استخدام النخبة لهذه المواقع. وعلاقته بدرجة التنافر المعرفي للنخبة.
     إن إدراک الأفراد لمصداقية الوسيلة الإعلامية يرتبط إيجابياً مع إنتقائهم لوسيلة إعلامية دون أخرى کما يزيد من فاعلية ونجاح وسائل الإعلام في تشکيل معارف واتجاهات الأفراد، بل وتشکيل وصياغة الواقع الاجتماعي. لذا عُنيت الدراسة الحالية بقياس مؤشرات معايير مصداقية المواقع الإخبارية کما تراها النخبة الأکاديمية المتخصصة وغير المتخصصة. من خلال مقياساً للمصداقية من اعداد الباحث. ودراسة علاقتها بدرجة التنافر المعرفي لديهم.


الكلمات الرئيسية