أساليب تحقيق التفاعلية في تصميم المواقع الإلکترونية السياحية الرسمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاعلام - کلية الآداب جامعة المنيا

المستخلص

إن زيادة حدة المنافسة بين المؤسسات السياحية في الأسواق السياحية المحلية والعالمية دفعتها إلي ملاحقة العملاء في کل مکان يتواجدون فيه من أجل خلق علاقة مع کل عميل ، وذلک للتعرف علي رغباته واحتياجاته ، والعمل علي تقديم خدمات ومنتجات تتناسب وفق هذه الرغبات والاحتياجات ، ونظراً لأهمية عنصر الولاء ورضاء العملاء والتفوق التنافسي للمؤسسات السياحية ، فقد تطورت أساليب التفاعلية في تصميم المواقع الإلکترونية الخاصة بتلک المؤسسات السياحية ، ومن هنا برز مفهوم التفاعلية في تصميم المواقع الإلکترونية السياحية کمدخل لزيادة وتنمية ولاء العملاء وإقامة علاقات بينهم وبين تلک المؤسسات ، والحصول على معلومات مرتدة لتطوير الخدمات ، وبقائهم مع المؤسسة السياحية أکبر فترة ممکنة لضمان استمرارهم في التعامل معها ، خاصة وأن صناعة السياحة تعتمد إلى حد کبير على آراء العملاء وانتشار المعلومات .
وبالرغم من الموقع السياحي المتميز لمصر ومکانتها العالمية بين المقاصد السياحية العالمية ، إلا أنها حتى الآن غير قادرة على تحقيق أهدافها السياحية ، ويمکن أن يرجع أحد أسباب ذلک ـ بناءاً على دراسة استطلاعية قامت بها الباحثة ـ إلى اعتماد الهيئات السياحية الرسمية في مصر التطور الرقمي بشکل ظاهري فقط غير فعال، فلم تعتمد تفعيل مواقعها الإلکترونية بالشکل الذي يطور أداء المؤسسة في تقديم خدماتها ، وعلى الرغم من الأهمية المتزايدة لاستخدام الإنترنت في مجال صناعة السياحة نظراً لتأثيرها المباشر إلا أن استعانة المؤسسات السياحية في مصر من خلال مواقعها الإلکترونية بآليات وأساليب التفاعلية ـ التي تعد أهم مزايا شبکة الإنترنت ـ لا زال محدوداً ، ولم تستغل بالشکل الأمثل .
کما أنه بمقارنة الموقع السياحي الرسمي لمصر بمجموعة من المواقع السياحية الرسمية لبعض الدول العربية والأجنبية على شبکة الإنترنت ، اعتماداً على عدد من معايير التقييم وجد أن موقع مصر السياحي الحکومي لم يحظ بالمکانة اللائقة به بين تلک المواقع الإلکترونية المختارة ، مما يدل عن نقاط ضعف تتعلق بجودة آداء الموقع ومستوى الخدمات المقدمة من خلاله ، فقيام المؤسسات السياحية بإنشاء موقع إلکتروني لها على شبکة الإنترنت وحده لا يکفي ، وإنما لابد أن تسعى إلى تطوير هذه المواقع لکي تستطيع تحقيق أهدافها ، وأن تسعى إلى التفاعل مع العملاء ، وحتى يتحقق ذلک لابد أن تکون تلک المواقع مطابقة للمعايير القياسية الخاصة بتصميم المواقع الإلکترونية ، والتي من ضمنها التفاعلية ، وذلک لتحقيق أهدافها والحفاظ على بقائها بالإضافة إلى توفير احتياجات السائحين .
مما سبق يتبين لنا ضرورة الاستفادة من استخدام أساليب التفاعلية المتنوعة لمجاراة کافة التطورات وللحفاظ على البقاء والاستفادة من المزايا العديدة التي تقدمها شبکة الإنترنت ، خاصة وأنه على الرغم من امتلاک مصر العديد من المقومات السياحية والطبيعية والأثرية والعلاجية والبيئية والحضارية ...إلخ ، والتي تؤهلها لأن تکون أحد أهم وأکبر المقاصد السياحية على مستوى العالم ، إلا أن واقع السياحة في مصر لا يزال دون المستوى المطلوب ، حيث تحصل مصر على نسبة ضئيلة تقدر بـ 1% تقريباً من إجمالي حرکة السياحة الدولية وفقاً لتقديرات منظمة السياحة العالمية ، إلى جانب أن ترتيب مصر کان في المرکز (83) من بين 141 دولة بالنسبة لمقياس تنافسية السياحة والسفر عام 2015 ، وفي المقابل نجد أنه من بين الدول العربية المهتمة بمجال السياحة الإلکترونية والتي تعتبر الدولة الأکثر جذباً للسياح والأولى على الصعيد العربي ، دولة الامارات العربية المتحدة والذي کان ترتيبها في المرکز (23) بالنسبة لنفس مقياس تنافسية السياحة
وفي هذا الاطار ، تسعى هذه الدراسة إلى رصد وتحليل واقع استخدام أساليب تحقيق التفاعلية في تصميم المواقع الإلکترونية للمؤسسات السياحية الرسمية في مصر ودبي ومدى استفادة هذه المواقع من الخيارات الحديثة، والوسائل الجديدة التي يتيحها الإنترنت من أجل زيادة التفاعلية، في إطار المقارنة کمحاولة للمساهمة في تطوير المواقع السياحية الرسمية في مصر لتدعيم وضعها التنافسي الدولي.


 

الكلمات الرئيسية