واقع قراءة الشباب للصحف وتأثيره على مستقبل علاقتهم بالصحافة الورقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الصحافة والنشر الإليکتروني بکلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المستخلص

حظي موضوع مستقبل الصحافة المطبوعة، باهتمام علمي واسع، وبالأخص من الباحثين والمهنيين الأمريکيين والغربيين، وطُرحت القضية للنقاش والحوار في المؤتمرات والملتقيات المتخصصة في أرجاء عديدة من العالم، وتم تقديم الکثير من التقارير والدراسات والاستنتاجات، حول أوضاع الصحف المطبوعة، ومعدلات توزيعها، ومداخيلها الإعلانية، وما تتعرض له من مشکلات أو صعوبات، وفي ذات الوقت لا ينفک الحديث عن مستقبل الصحافة المطبوعة، عن مدى قدرتها على مواجهة وسائل الاتصال الأخرى، وخاصة الحديثة منها، حيث تواجه الصحف الورقية ضغوطاً تنافسية هائلة من القنوات التلفزيونية، والمحطات الإذاعية المتخصصة، فضلاً عن الصحف والمواقع الإليکترونية، والشبکات الاجتماعية، وبقية الوسائط المعتمدة على الإنترنت وتعد زيادة عدد زائري المواقع والصحف الإليکترونية، مقابل نقص توزيع الصحف الورقية، وتقلّص عدد قرائها – وخاصة الشباب منهم – من أولى المؤشرات الدالة على بداية تعثر هذا النوع من الصحف، والإعلان الأولي عن بدء رحلة انحسارها، فهناک من يرى أن الصحافة المطبوعة ستکون أهم ضحايا الثورة الاتصالية أو ثورة المعلومات، ويعتبر (هانو هاردت) Hanno Harrdt، الأستاذ بجامعة (أيوا)، أهم من توقعوا قرب نهاية الصحف المطبوعة
وفي ظل النقاش الدائر على مدار ربع قرن مضى، يبقى السؤال ملحاً، وشاغلاً للباحثين والصحفيين والمهتمين بمستقبلها: أين سيکون موقع الصحافة الورقية، وما مدى عمق التأثيرات الاتصالية والمعلوماتية والتکنولوجية الأخيرة عليها، على المديين القريب والبعيد فأنماط التغييرات التي تنتاب الصحف ربما تکون متقاربة، وهي لاتختص بمنطقة جغرافية معينة، خاصة وأن التواصل بين المجتمعات المعاصرة ينحو نحو المزيد من الانفتاح، والتشابه النسبي في الظروف، وهناک توجهات عالمية سائدة في الاستهلاک الإعلامي والاتصالي ، بل وفي أنماط الإدارة الإليکترونية للحکومات، وتقليل استخداماتها الورقية
وتأتي هذه الدراسة في سياق الاهتمام العلمي العالمي بالظاهرة، وامتداداً للأطروحات السابقة، وبناء عليها، بالترکيز على مسألة علاقة الشباب الحالية بالصحف المطبوعة، وواقع قراءتهم لها، والتي يمکن على ضوئها – کذلک – استقراء مستقبل علاقة الأجيال الناشئة بها، المرشحة لمزيد من الفجوة مع الأعمار المراهقة والصغيرة الصاعدة، في ظل تسارع وتيرة التواصل الاجتماعي، ونمو الإعلام الرقمي ، والانبهار بتدفق تقنيات الاتصال، وما کان يتهم به الشباب في عهود سابقة من ضعف في قراءاتهم العامة لا يتجاوز حدود قراءة الصحف أو عناوينها، يبدو أنه غير متحقق لدى شباب اليوم
وينطلق الباحث في دراسته من أهمية وجود علاقة نسبية بين الصحف والفئات العمرية  الشابة، وجدوى تطور هذه العلاقة مع تقدّم الأعمار السنية ونضوجها، وتحولها مع تقادم الزمن إلى الفئة العمرية المحتملة (الأعرض) من جمهور قرائها ، وتوالي هذه العملية مع الفئات العمرية الأصغر، في حرکة دورية مستمرة تحقق للصحف نسباً مقبولة من القراء، تضمن تجددهم واستقرارهم، وإلا فستواجه الصحف مستقبلاً إشکالية ضعف أعداد جمهورها وتدني نسب قرائها، وهو ما ينذر بالکثير من المصاعب الإضافية على الصحف، وينعکس مباشرة على إمکانية قدرتها على استمرارية الصدور، لاسيما حين يدرک المعلن – أيضاً – ضعف تأثيرها کوسيلة إعلانية فاعلة بين أکبر شرائح القراء، ويبدأ هذا المورد المالي الهام في النضوب، وبالتالي فقد تشهد السنوات المقبلة في حال تخلّي الأجيال الجديدة عن متابعة الصحف الورقية، توقف العديد منها أو تضخم معاناتها، أو تحولها إلى الإصدار الإليکتروني، وهو ما قد يعني في النهاية تحقق التکهنات والاستنتاجات السلبية المطروحة بشأن مآلها، وبهذا تلخّص هدف الدراسة في: معرفة علاقة الشباب السعودي بقراءة الصحف الورقة اليومية، من خلال دراسة عادات وأنماط قراءتهم لها، وأهم العوامل والأسباب التي تدفعهم لقراءتها، أو تؤدي إلى عزوفهم عنها، ورأيهم في مستقبلها في بلادهم، وتصور مدى علاقتهم بها مستقبلاً.
 

الكلمات الرئيسية