تفاعلية مشاهدي القنوات الصفوية مع القضايا السعودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الإعلام والاتصال بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية

المستخلص

تتصاعد حمى الإعلام الديني بشکل واضح في الآونة الأخيرة في سياق موازي لتصاعد حالة الطائفية الدينية بشتى صورها في حياتنا الخاصة والعامة، وبوصف أن الإعلام الفضائي أصبح ذا تأثير واسع وملموس في السياق الاجتماعي العربي، فمن البديهي أن يتم استغلاله لنقل التصورات الدينية والمذهبية إلى عالم الفضاء المفتوح. فأصبح للقنوات الدينية بمختلف توجهاتها حضور ذات تأثير ملموس على الوضع الديني وما يصحبه من صدى على الحياة الاجتماعية بشکل مباشر. لذا من الواجب رصد تلک الظاهرة التي تأسست للتعبير عن الأفکار والمعتقدات الخاصة بکل مذهب أو دين، وموقفه من الذات والأخر. ويعتبر الإعلام المذهبي من أهم المظاهر التي تتجلى فيها تلک الظاهرة، يتزامن ذلک مع الأوضاع السياسية التي توحدت مع الأزمات الدينية والمذهبية التي يعاني منها السلوک الاجتماعي العربي الأن.
ويرجع السبب في انتشار القنوات الفضائية الشيعية التي تکاثرت في المنطقة العربية بصفة عامة، والعراق بصفة خاصة التي تستهدف اسقاط الأنظمة العربية، الى احتلال الولايات المتحدة الأمريکية للعراق، وسقوط العراق لقمة سائغة في فم إيران، فضلاً عن تمدد ايران عربياً من خلال تدخلها في کل من سوريا واليمن ولبنان لنشر مذهبها الشيعي کمقدمة لنشر وجودها العسکري لتقويض دول الخليج العربي خاصة المملکة العربية السعودية، ومنذ ذلک الحين أصبح العراق اکبر بلد على وجه الارض يمتلک هذا العدد الهائل من هذه الوسائل الإعلامية المکلفة ماديا وغير المربحة اقتصاديا.
لذا يسعى الهدف العام لهذه الدراسة إلى رصد تفاعل الجمهور العربي من مشاهدي القنوات الفضائية الصفوية مع ما تنشره تلک القنوات، والوقوف على تأثير تلک القنوات عليه لترشيد هذا الاستخدام وتحصين الجمهور ضد الأهداف غير المشروعة التي تستهدفها تلک القنوات جراء هذا الانتشار الواسع لتلک القنوات.
کما تهدف الدراسة الى إمداد القائمين بالاتصال في مجال الإعلام الجديد بالدول العربية، وخاصة الاعلام الاليکتروني والاعلام الأمني بجميع وسائله من کُتاب وصحفيين ومسئولين عن المؤسسات الإعلامية والأمنية العربية بمعلومات دقيقة وصادقة حول ما ينشر في المؤسسات الإعلامية الصفوية الموجهة باللغة العربية من مختلف المواد، ومعرفة مدى تفاعل الجمهور العربي معهم والاقتناع بآرائهم، بهدف مواجهة تلک الأفکار والتصدي لها وتحصين المشاهد العربي ضد أخطارها التي تمس الأمن الفکري والأمن القومي للعالم العربي.
وبالرغم من وجود وفرة في الدراسات والأبحاث التي تناولت دراسة اتجاهات جمهور قناة معينة او وسيلة إعلامية معينة نحو ما تنشره على شاشاتها او صفحاتها ومواقعها الاليکترونية، الا أن جميع تلک الدراسات اقتصرت على الدراسات الميدانية للجمهور باستخدام استمارة استبيان لجمهور القنوات الفضائية، او بريد القراء لقراء الصحف، نظراً لکونهما الوسيلتين الوحيدتين في فترة ما قبل الاعلام التفاعلي والاعلام الاليکتروني وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما کان  يستغرق وقتاً کبيراً، فضلاً عن تدخل القائم بالاتصال بالحذف أو الإضافة أو الحجب لتلک الرسائل لهدف ما، کما انه من المتوقع أن تتغير نتائج هذه الدراسات  بعد دخول مواقع التواصل الاجتماعي حلبة الصراع على القراء من جانب، واختلاف الخريطة الإعلامية عما قبل بعد دخول القنوات الفضائية الخاصة الى سوق الاعلام
 

الكلمات الرئيسية