استراتيجيات الخطاب الحجاجي لتعليقات القراء في صفحات مواقع الصحف الإلکترونية المصرية على شبکة الفيسبوک

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة.

المستخلص

بمزيد من التعمق البحثي لاحظ العلماء المعنيون بتحليل الآراء أن الخطابات الحجية التي تبدو عقلانية، قد لا تکون الأصوب دائمًا، وإن مجرد استخدام الدراسات والإحصائيات لا يصلح کحجة مُقنعة دائمًا، فقد تکون هذه الدراسات غير دقيقة أو توجد دراسات أخرى ذات نتائج مُخالفة لها، وهو ما دفعهم إلى التأکيد على ضرورة عدم الاکتفاء بأداة تحليل الخطاب في دراسة نصوص الرأي، والانتقال إلى مستوى أعمق من خلال تحليل مُخططات الحجج واستراتيجيات الحجاج، موضحين خطورة ظاهرة التحيزات المعرفية، في إشارة إلى الأخطاء العقلية في معالجة المعلومات، وما تؤديه من أدوار مُهمة في التفکير والتذکر وإصدار الأحکام، مع التأکيد على أن التلاعب والخداع المعرفي Cognitive Illusions کالخداع البصري يجعل الخطاب يبدو منطقيًا صحيحًا ولکنه ليس کذلک، وکثيرًا ما نرى في حياتنا اليومية حججًا تبدو شبه منطقية ومقنعة لأصحابها رغم علمهم التام بخطئها، ومع ذلک نجدهم يحتکمون إليها في إقناع غيرهم، ويمارسونها للمناورة لإثبات وجهات نظرهم، وهزيمة الآخرين حتى ولو بغير حق، وهو ما دفع المدرسة الغربية الحديثة للعودة إلى الوراء والنهل من إسهامات المدرسة العربية الرائدة في مجال الخطاب والحجاج والتداول.
       ومؤخرًا أکدت الدراسات الغربية المعنية بدراسة الرأي في البيئة الرقمية على أهمية استکشاف الحجاج في شبکات التواصل الاجتماعي، بعيدًا عن الاتجاهات البحثية التقليدية المعنية برصد الشعبية وتأثير العلاقات وأنماط وسلوکيات نشر ومشارکة المعلومات والآراء في هذه الشبکات، من أجل تحقيق تفسير أفضل لظاهرة الرأي ذاتها واستخلاص الأسس المعرفية فيها، من خلال استخراج الحجج وإعادة بنائها والکشف عن منهجيتها وتحديد هيکل الطبقات المنطقية فيها، فضلًا عن رصد ديناميکية تغير هذه الحجج وتطورها عبر الزمن وهو ما من شأنه أن يوضح کيفية تغيير الآراء ويرتقي بحالة النقاش والجدل الدائر في هذه الفضاءات ويرشد المُستخدمين إلى آلية نقدية لتقييم آراء المستخدمين الآخرين.
      وتأسيسًا على ما سبق تتجلى مشکلة الدراسة في فحص البنية الإقناعية للخطاب الحجاجي في تعليقات القراء حول حادثة تفجير الکنيسة البطرسية في صفحات مواقع الصحف المصرية الإلکترونية على شبکة الفيسبوک، بوصفها ساحات تواصلية تفاعلية معاصرة، وذلک من أجل رصد اسراتيجيات الحجاج والحجج ومنهجياتها الاستدلالية وکيفية توظيف استراتيجيات الإقناع والمناورة في التأثير على الآخرين من خلالها.


الكلمات الرئيسية