آليات توجيه الأطفال المصريين للتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام والتقنية الحديثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإعلام وثقافة الأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة - جامعة عين شمس.

المستخلص

 إن عملية إعلام الطفل تتأثر بمجموعتين من العوامل: مجموعة العوامل الفردية والنفسية التي تتعلق بشخصية الطفل واستعداداته واحتياجاته وميوله ورغباته. ومجموعة العوامل الاجتماعية؛ کالقيم والعادات، والتقاليد والمعايير الاجتماعية التي يعيشها، والجماعات التي ينتمي إليها، خاصة وقد أکدت البحوث والدراسات أن عملية الإعلام تخضع لعوامل ومؤثرات عديدة ومتشابکة، من أهمها العوامل الاجتماعية والنفسية، التي لا بد من وضعها موضع الاعتبار؛ لأنها تنسج وتشکل الموقف الذي تحدث في نطاقه عملية الاتصال الإعلامي، والتي تمارس دورها في التأثير في الطفل من خلاله؛ سواء بالسلب أو الإيجاب في تقبل الأفکار والمعلومات والخبرات.
ونظراً لما تشهده المجتمعات الحديثة من ظاهرة تنامي استخدام تقنيات الاتصال الالکتروني فقد ظهر جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الالکتروني يسمى بالجيل الشبکي أو جيل الانترنت، وأصبحت هناک شبکات تواصل اجتماعي مثل تويتر، الفيسبوک تتسم بعناصر الفورية Immediacy، والتفاعلية Interactivity، وتعدد الوسائط Multimedia، والتحديثUpdating.
وقد أکدت نتائج دراسات علماء الاجتماع والنفس علي تأثير التليفزيون على ثقافة الأطفال ومعتقداتهم واتجاهاتهم وقيمهم، ومن نتائج هذه الدراسات تبين أن غالبية عينة البحث التي بلغت (400 مبحوث) يميلون إلى تقليد البطل الذي يشاهدونه في الأفلام والمسلسلات، وأجاب 8.57% من العينة بأنهم يريدون أن يکونوا مثل البطل، وهذه النتيجة توضح أن الطفل لا يميل فقط إلى تقليد البطل بل يرغب في أن يتصف بصفاته، ويتجه اتجاهه، الأمر الذي يعکس خطورة ما تبثه أجهزة التلفاز من برامج على شخصية الطفل سلباً وإيجاباً.

کما أن الأطفال يتعرضون من خلال هذه الوسائل لمشاهد العنف والجريمة، والأخلاقيات السيئة سواء لأطفال أو کبار، مما يکون لها أثر سيء على تصرفاتهم وسلوکهم سواء في مرحلة الطفولة أو ما بعدها، حيث تحدث بلبلة في عقول هؤلاء الأطفال ويتولد لديهم انطباعات خاطئة عن المجتمع وکأنه مکان لممارسة العنف، مما يولِّد لدى الأطفال عدم توازن عاطفي.
ولأن هذه الوسائل أصبحت- شئنا أم أبينا- جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي  لأبنائنا، وإن استطعنا تأجيل استخدام الأبناء لها، فإننا لا نستطيع تأجيل هذا الاستخدام لأکثر من مرحلة رياض الأطفال (5 سنوات). وإذا تحدثنا عن الألعاب الإلکترونية سواء عبر الفيديو أو الکمبيوتر التي أصبحت تقرن بين الترفيه والعنف، فإن الأبحاث تشير إلى أن هناک ارتباط بين السلوک العدواني للأطفال وممارسة الألعاب العنيفة؛ کما أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يلعب هذه الألعاب لمدة أکثر من أربعة ساعات يوميا ًيکون أقل قراءة للکتب، وأقل بذلاً للجهد في المدرسة، وأقل وُدَّاً حين يلعب مع أقرانه، وأقل ممارسة للأنشطة والهوايات المختلفة، بينما يکون احتمال زيادة وزنه أکثر من أقرانه؛ کما تشير جمعية علم النفس الأمريکية أن هناک ثلاثة آثار رئيسة لمشاهدة العنف في وسائل الإعلام، وهي أن الأطفال قد تصبح أقل تأثراً بآلام ومعاناة الآخرين، أو أکثر خوفاً من العالم حولهم، أو يتصرفون بشکل عدواني أو مؤذٍ تجاه الآخرين.

ومن خلال ما سبق يمکننا تحديد مشکلة الدراسة في التعرف علي آليات توجيه الأطفال المصريين للتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة؟


الكلمات الرئيسية