إستخدامات جماعات العنف لشبکة الإنترنت:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإذاعة- کلية الإعلام - جامعة القاهرة

المستخلص

تتسم ظاهرة الإرهاب بالتعقيد على المستويين النظري والميداني، فلدى الباحثين إشکالية حقيقية في تعريف "ظاهرة الإرهاب" سواء بحسب الجهة التي تمارسه، هل هو ترويع لأهداف سياسية؟ أم مقاومة مشروعة لعدوان أو احتلال؟ ومن ناحية الزمن هل الإرهاب ظاهرة قديمة لها سياقات تاريخية أم هي ظاهرة صاحبت المجتمع المعاصر وتلت عملية الحداثة؟ ومن وجهة نظر الثقافات المختلفة هل يوجد تعريف مشترک بينها ؟ أم لدينا تعريفات متباينة بحسب الثقافات المختلفة؟ أم يمکن القول إن هناک تعريفات بعدد الدول القطرية في دساتيرها؟
و من حيث دوافع الفعل الإرهابي تشير الدراسات إلى دوافع فردية واجتماعية ونفسية ومادية ثم الدوافع المجتمعية، السياسية ، والاقتصادية، والثقافية، وعوامل بيئية داخلية  إضافة إلى دوافع البيئة الدولية والصراعات المحلية ودور المنظمات الدولية المعنية لحفظ السلام والأمن العالميين.
أما أسباب الفعل الإرهابي وزوايا النظر المتعددة إليها فمن الزاوية الاقتصادية يحدد بعض الباحثين الفقر سببا للفعل الإرهابي، ومن الزاوية الاجتماعية يرى البعض زيادة السکان وضعف الموارد وزيادة الحرمان والتهميش والاستبعاد الاجتماعي سببا للفعل الإرهابي. وهناک الأسباب السياسية منها أسباب داخلية تتعلق بنظم الحکم والمعارضة للاستبداد والاستئثار بالسلطة والإقصاء السياسي وتضييق هامش المشارکة وکبت الحريات العامة. وهناک الأسباب الثقافية حيث يکون الصراع بين الهوية الأصيلة للمجتمع وأساليب التحديث التي تستمد مرجعيتها من خارج ثقافة هذه المجتمعات، فيحدث ما يطلق عليه "الانفصام الثقافي والتبعية الثقافية".
ثم هناک الأسباب الدينية للفعل الإرهابي حيث تسود تفسيرات متعددة للنص الديني تتراوح بين التشدد الکامل وبين التسامح المفرط، أيا کان مصدر هذه التفسيرات ويکون الفعل الإرهابي نتيجة لإعتقاد صاحبه بأن ما يفعله هو تحقيق العدل ونصرة الدين.
وأما عن علاقة الظاهرة الإرهابية بالإعلام، فينقسم الباحثون بشأن الدور الذي تلعـبه وسائل الإعلام تجاه تغطية قضايا الإرهاب إلى فريقين: فبينما فريق يرى أن الإعلام يسـهم بشکل کبير في نشر الأفکار الإرهابية بل والتشجيع على المزيد من العنـف. يرى فريق ثان أن الإعلام هو ضحية من ضحايا الإرهاب، وأن عـدم نشـر الأخـبار المرتبطة بالإرهاب يفقد الإعلام مصداقيته لدى الجمهور.
وقد وصل التنظير لظاهرة الإرهاب من وجهة علم الاتصال إلى محاولة وضع نموذج تفسيري  لعملية "الاتصال الإرهابي" حيث رأى کلا من "جاربرال وايمان وهانس بيرند": أنه من الممکن أن نفهم الإرهاب الدولي کعملية اتصالية. وبذلک فإن تغطية قضايا الإرهاب قد تقدم دعما للإرهابيين فتکون جزءا من العملية الإرهابية، وتحديدا من البعد الاتصالي الدعائي فيها ولذلک يلعب الإعلام دور الصديق الحميم للإرهاب والإرهابيين سواء أکان ذلک متعمدا أو غير متعمد. وبخاصة  فما يتعلق بما بات يعرف بـ "الإرهاب الإليکتروني".
إن هذه الدراسة تتصدى لبحث فرضية مفادها: أن استخدام جماعات العنف للتکنولوجيا الجديدة وتوظيفها لخدمة أهداف تلک الجماعات يعد أحد مصادر قوتها وبقائها، کما أن الإعلام في الوقت نفسه أحد أهم وسائل مکافحة هذه الظاهرة. ولذلک سوف يقوم بالباحث بتحليل خطاب هذه الجماعات على مواقع الإنترنت من حيث الشکل والمحتوى في "الجانب الدعائي" لهذه الجماعات.

الكلمات الرئيسية