أثر الأيديولوجية السياسية للدولة في بناء الأطر الإخبارية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الإعلام والاتصال، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

المستخلص

أطلقت المملکة العربية السعودية حملة عسکرية بمشارکة دولية حملت اسم عملية "عاصفة الحزم" فجر الخميس الموافق 26 مارس 2015 ضد جماعة الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليمن.
وقد استحوذت عمليات تحالف "عاصفة الحزم" داخل اليمن، على العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام المکتوبة والمرئية الإقليمية والدولية خلال الأسبوع الأول من انطلاقها.
وکان أبرز تلک القنوات، "القناة الإخبارية السعودية"، و"الجزيرة" و"العربية و"العربية الحدث" و"الميادين" و"المنار" و"العالم" و"النيل" الإخبارية المصرية، وبعض القنوات الأجنبية.
وقد سلّطت الصحافة أکثر أضوائها في البداية على إعلان المملکة العربية السعودية عن بدء العمليات العسکرية وتشکيل قوام التحالف العربي، ثم ردود الأفعال الدولية على ذلک، لتستمرّ بعدها في رصد تقدم هذه العمليات وتبعاتها.
ومنحت وسائل الإعلام الإقليميّة الأولوية في أخبارها للغارات والتحليلات، سواء في النشرات الإخبارية المنتظمة أو على رأس صفحاتها الالکترونية والورقية. وجرى تکثيف التغطية بتقارير مصورة وآراء الخبراء والساسة والعسکريين، بالإضافة إلى حوارات عبر الهاتف أو الدائرة التلفزيونية المباشرة مع مراسليهم وصحافيين في اليمن من أجل الاستزادة أکثر عن ما يجري على الأرض. 
وهکذا برزت تطورات عاصفة الحزم في الآونة الأخيرة کواحدة من الأحداث الدولية الکبيرة التي شهدت اهتماماً من جانب دول ومنظمات سياسية دولية وعربية، کما أفرزت أحداث هذا الصراع أوضاعاً کثيرة على المستوى السياسي، والأمني.
وقد اهتم الخطاب الإعلامي مختلِف التوجهات والأيدولوجيات بإبراز هذه القضية عبر أکثر من مدخل؛ منها على وجه الخصوص، مداخل الأدوار الجديدة والمستحدثة للدول الإقليمية في الأزمة اليمنية، وأسباب تحول سياساتها، والأثر الذي تترکه على التحرکات في اليمن, وفرص صناعة السلام، إلا أن هذه الأبعاد جميعاً کانت مغلفة بأيديولوجية سياسية، کل منها يستهدف مهاجمة الأيديولوجيات المناوئة، وکشف سلبياتها, ما بين خطاب المملکة العربية السعودية وحلفائها، في مقابل الخطاب السياسي المغاير، الأمر الذي أفرز في هذه القضية خطاباً إعلامياً متصارعاً يسعى - کل من منظوره- لکشف الأهداف الحقيقية للأوضاع في اليمن.
ولذا تنطلق مشکلة البحث الحالي من سؤال منهجي مفاده هل کان الخطاب الإعلامي (الإخباري) في کل من القنوات المعبرة عن لسان حال الحلفاء في أحداث عاصفة الحزم من جهة، (والمتمثلة هنا في القناة الإخبارية السعودية التي تعتبر لسان حال العمليات التي تجري في اليمن من منظور المملکة العربية السعودية وحلفاءها، وذلک في مقابل خطاب الأيدولوجية المغايرة وربما المناوئة والمتمثلة في قناة العالم الإيرانية، والتي عبرت عن التوجه الإيراني الإيدولوجي، والدعم الإيراني المتصاعد والمؤيد للحوثيين عبر خطابها السياسي عبر هذه القناة)، هل کان هذا الخطاب الإخباري الإعلامي في کل من القناتين بمنأى عن صراع الإيديولوجيات السياسية, أم کان انعکاسا له وساحة لطرح التصورات الخاصة بهذه الإيديولوجيات عبر تأطيرها إعلامياً في أطر مغايرة؟

الكلمات الرئيسية