التماس الشباب العربي للمعلومات الدينية من مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بالوعي الديني وتبني ثقافة التسامح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العلاقات العامة والإعلان بکلية الإعلام جامعة الأزهر

المستخلص

بدأت شبکة الإنترنت مع نهاية القرن العشرين تشهد انتشاراً واسعاً إلى أن أصبحت أکثر وسائل الاتصال شيوعاً، حيث ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم على نحو يقدر بـ 3.773بليون مستخدم وهو ما يقارب نسبة 50%من سکان العالم، وبالنسبة للحالة المصرية وصل عدد مستخدمي الإنترنت بحلول عام 2017إلى 35مليون مستخدم بنسبة 37%من إجمالي عدد السکان، وأدت التطورات المتزايدة في تکنولوجيا الاتصال والمعلومات لظهور شبکات التواصل الاجتماعي التي ازداد عدد مستخدميها في الآونة الأخيرة، ففي مصر وصل عدد مستخدميها الناشطين عبر شبکاتها إلى35مليون مستخدم بنسبة37% ايضاً

وفي الآونة الأخيرة لم يقتصر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الجانب الاجتماعي فقط بل باتت من أقوى مصادر المعلومات، وأصبح دورها في تشکيل وعي الجمهور بالقضايا المجتمعية المهمة ذا خصوصية لا يمکن إغفالها؛ بسبب ما تتسم به من تفاعلية وديناميکية ومرونة في تداول المعلومات والآراء واتساع دائرة انتشارها، فتلک التطبيقات التفاعلية التي تتسم بها مواقع التواصل الاجتماعي لا تزودنا بالمعلومات فقط، بل تدعمها بالحوار والنقاش والتحليل، وتبادل وجهات النظر؛ لذا يمکن تصور الدور المحوري الذي تقوم به بسبب نمط الاتصال التفاعلي الذي تعتمد عليه في تداول المعلومات والأفکار، فهي تقوم بتزويدنا بالمعلومات التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، والتي تؤثر بدورها في إدراکنا للأحداث، وفهمها، وتفسيرها، وتؤثر بالتبعية في تشکيل مواقفنا واتجاهاتنا وآرائنا إزاء القضايا والأحداث المجتمعية(
وقد امتد دورها في نشر وتداول المعلومات والآراء ليشمل أيضًا المعلومات الدينية والفتاوي وکثيرا من أمور العبادات والشرائع السماوية، بعد أن کانت المعلومات والآراء بشأن تلک الموضوعات ترجع- لعهود طويلة- بشکل رئيس للمؤسسات الدينية الرسمية. حيث تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بدور مهم في نشر الوعي والثقافة الدينية داخل المجتمع، وتؤثر في مسار ونوعية الوعي الديني ومدي انتشاره في المجتمع، والدليل علي أنها تقوم بدور قوي في التأثير في الوعي الديني وتشکيله، أنها أصبحت أحد أهم أدوات التواصل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لترويج أفکارها ونشرها بين جمهورها المستهدف من الشباب، بل وتستخدمها بکفاءة في تقديم خطاب داعم لثقافة العنف والتعصب والتطرف، وتوظف استمالات إقناعية مختلفة لحث الشباب علي اعتناق ما تروج له من أفکار
وفي إطار ذلک تحاول هذه الدراسة التعرف علي أنماط واستراتيجيات التماس الشباب العربي للمعلومات الدينية من مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بمستوي الوعي الديني لديهم، وکذلک الکشف عن العلاقة بين التماس الشباب العربي للمعلومات الدينية من مواقع التواصل الاجتماعي وتبني ثقافة التسامح ونبذ العنف باعتباره جزءا أساسيا من الوعي الديني، فالتسامح ونبذ العنف هدف رئيس للأديان السماوية، فالتسامح يعني إشاعة ونشر الدعوة للتعايش السلمي وقبول الرأي والرأي الآخر، ونبذ العنف والطائفية والعنصرية والمذهبية وکل ما يفرق المجتمع.



 

الكلمات الرئيسية