أطر تقديم صورة اللاجئين السوريين فى الصحافة العربية والأمريکية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإعلام التربوى کلية التربـيــة النـوعيــة – جـامعـــة المــنــصورة

المستخلص

تعد أزمة اللاجئين السوريين من أکبر الکوارث الإنسانية التي حدثت في السنوات الأخيرة، والتي مثلت أحد تداعيات الحرب الأهلية السورية الني اشتعلت في مارس 2011 ولم تنته بعد، وتدخلت فيها أطراف دولية وعربية عديدة وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة أعداد اللاجئين السوريين بما يزيد عن 5,5 مليون لاجئ سوري معظمهم من النساء والأطفال، فرقت شملهم الحرب وهربوا من ويلاتها وجحيمها إلى إحدى الدول العربية أو الأوربية أو غيرهما بحثاً عن المأوى والأمان والاستقرار والاحتياجات الإنسانية .
حيث توزعت هذه الأعداد الکبيرة على بلاد متعددة، ونالت البلاد المجاورة لسوريا (ترکيا- لبنان- الأردن) النصيب الأکبر من اللاجئين واختلف تعامل کل دولة من دول الجوار – على حدة- مع اللاجئين السوريين وفقاُ لظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، کما اختلفت أوضاع وظروف اللاجئين من دولة إلى أخرى وتطورت أوضاعهم مع تطور الحرب واستمرارها لمدة تزيد عن ست سنوات وما زالت مستمرة ولم تتوقف حتى الآن.
وأقام اللاجئون السوريون في المخيمات على الحدود في الدول المجاورة، کما استطاع بعضهم تأجير المساکن في الدول التي فروا إليها، وذاق کثير منهم آلام الغرق في البحر، وظل بعضهم عالقاً على الحدود لفترة طويلة، منتظراً حتى تستوثق منه إحدى الدول ويتم فحصه والموافقة له على الدخول إليها والذي يستمر في بعض الأحيان لأکثر من عامين؛ مما تسبب في تفريق شمل العائلات السورية.
وتنوعت مواقف الدول الکبرى من اللاجئين السوريين، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريکية، وألمانيا، وبريطانيا، تبعاً لاتجاهات إدارة الدولة والأحزاب المؤيدة والمعارضة فيها لتوطين اللاجئين بها أو مساعدتهم، والسياق السياسي الذي يتم التعامل فيه مثل: قرب الانتخابات الرئاسية من عدمه، واشترطت دول عديدة فحوصات دقيقة للاجئين السوريين خوفاً من أن يندس بينهم إرهابيون، خصوصاً بعد تفجيرات داعش في بروکسل وألمانيا عام 2015.
کما أثرت الظروف التاريخية في تعامل الدول مع اللاجئين وصورتهم المتکونة لدى الشعوب في تعاملهم مع اللاجئين السوريين.
وقد أدت وسائل الإعلام العربية والدولية دوراً في إدارة المراحل المختلفة للصراع الدائر في سوريا، کما اختلفت مواقفها من تداعيات الحرب ونتائجها.
فعلى الرغم من أن اللاجئين السوريين قضية إنسانية تستوجب التعاطف معهم، إلا أن وسائل الإعلام اختلفت في مواقفها وتقديمها لصورتهم وفقاً لعدة عوامل أهمها: السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية، ومدى قربها أو بعدها عن سياسة الدولة التي تصدر فيها، وموقف الدولة من الحرب السورية وموقف الوسيلة من الأطراف الفاعلة في النظام الدولي وموقفها من الدول المجاورة لسوريا وخصوصاً ترکيا.
 ويتناول هذا البحث صورة اللاجئين السوريين في صحيفتين: أحدهما عربية وهي "الحياة اللندنية"، والأخرى أمريکية وهي "نيويورک تايمز" خلال عام 2016 لمعرفة کيف تم تقديم صورة اللاجئين السوريين فيهما والمقارنة بين أطر التقديم في الصحيفتين.

الكلمات الرئيسية