استخدام الشباب الجامعي لمواقع التواصل الاجتماعي ومدى معرفتهم بمفهوم إدارة الوقت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العلاقات العامة والإعلان بالمعهد العالي للإعلام وفنون الإتصال مدينة الثقافة والعلوم 6 أکتوبر

المستخلص

شکلت مواقع التواصل الاجتماعي حرکة ديناميکية جديدة في عالم الإعلام الجديد؛ فقد غزت مواقع التواصل الاجتماعي کافة مجالات الحياة اليومية کوسيلة للاتصال والتبادل التفاعلي ونقل الأفکار والمعلومات فضلاً عن المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والفنية والدينية, ذات الفائدة أو غير ذات الفائدة. فهناک جدل متواصل حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير في العلاقات الأسرية والاجتماعية, فقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أن الأفراد يقضون معظم وقتهم على الإنترنت بما أثر في تغيير شکل العلاقات الإنسانية التي تربط الأفراد فيما بينهم. فأصبح الفرد يعيش عصرًا تتضارب فيه القيم، يصعب فيه الإجماع على معايير سلوکية موحدة. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي من أکثر الأماکن التي تهدر من شبابنا الوقت دون وعي وتشکل خطرًا على مستخدميها؛ فأصبحت الأجهزة الإلکترونية المتصلة بشبکة الإنترنت أصغر وأخف مما سبق وفي متناول اليد بشکل دائم، وبالتالي أصبح الوصول إلى هذه المواقع أيسر وأسهل ما يکون؛ مما زاد من إقبال الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لتوفيرها التسلية والتشويق والإثارة المعلوماتية والتسوق وتبادل الرسائل ومشاهدة الأفلام واللعب وقراءة الکتب والتعلم. فلم يرتفع عدد مستخدمي شبکة الإنترنت فقط، بل زاد الوقت الذي يقضيه المستخدم على الشبکة في الأشهر الاخيرة. ويبلغ متوسط استخدام المستخدم للإنترنت الآن حوالي ست ساعات يوميًا، أي ما يقرب من ثلث فترة استيقاظه، ويحدث هذا من خلال استخدام الأجهزة الهاتفية واللوحية والخدمات التي تعمل عبر الإنترنت. وبالنسبة للعالم العربي, فإن النتائج تشير إلى تفوق مصر في أعداد المشترکين في مواقع التواصل ثم السعودية فالجزائر وبعدها العراق، فبلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عام 2018 3.196 مليار، أى بزيادة 13٪ سنويًا, وبلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة عام 2018 حوالي 5.135 مليار، بزيادة 4٪ سنويا.
أصبح الفرد يعيش عصرًا تتضارب فيه القيم، يصعُب فيه الإجماع على معايير سلوکية موحدة. وأکد علماء النفس أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرات في المجتمعات العربية لا توصف بالإيجابية کلها, ويمکن تصنيفها بالتأثيرات السلبية؛ فکثره استخدامها يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان الذي يقود إلى العزلة التي تکسب مستخدميها نوعًا من الانطوائية وتعطيهم فرصة للهروب من مجتمعهم, حيث يتعامل المستخدمون مع عالم افتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين، ومع تدني الأوضاع في أرض الوقع يلجأ الشباب إلى خلق عالم خاص بهم يرتقي لتطلعاتهم وآمالهم. وقد أدى وجود الشباب بشکل دائم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود حتمية لتغيير اللغة المستخدمة فيما بينهم وظهور مجموعة من المفردات والرموز المختصرة تُستخدم في غرف الدردشة وغيرها, مما أدى إلى ضعف المستوى اللغوي في حواراتهم عن اللغة العربية الرصينة، فظهرت لغة رکيکة من حيث التعبيرات والمفردات في شکل لغة جديدة هي لغة الفرانکو آراب التي تعتبر مزجًا بين المفردات العربية والأحرف الإنجليزية, وهو ما يعد تشويهًا صريحًا للغة العربية
نظرًا لما يشهده جمهور مواقع التواصل الاجتماعي من تنوع الأساليب الاتصالية التفاعلية الحديثة به مما ترتب عليه تنوع الإستخدامات والمشارکات التي يتفاعل معها المستخدم ما بين الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية لتلبية احتياجاته المعلوماتية والمعرفية والترفيهية في ذات الوقت، فتتحدد المشکلة البحثية في التساؤل الرئيسي التالي:
"ما کثافة استخدام الشباب المصري لمواقع التواصل الاجتماعي والإشباعات المتحققة من ذلک الاستخدام وتأثيره في إدراکهم لمفهوم تنظيم وإدارة الوقت؟".

الكلمات الرئيسية