العوامل المؤثرة فى تکوين سلوک مکافحة الشائعات المرتبطة بقضايا الأمن القومى المصرى على وسائل التواصل الاجتماعى

تشير التقارير إلى تعرض مصر لکم هائل من الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعى، وأن النسبة الغالبة من هذه الشائعات کاذبة، حيث أوضح آخر تقرير لمرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تعرض مصر لعدد 6 شائعات خلال الفترة من 6- 10 يوليو 2018⁽²⁾ بواقع 1.2 شائعة يومياً وجميعها شائعات سلبية کاذبة تطول کافة مناحى الحياة، ويزداد خطورة هذه الشائعات عندما ترتبط بشکل مباشر بقضايا الأمن القومى کتيران وصنافير وسد النهضة والعملية الشاملة سيناء 2018.
وتحقيقاً لأهداف الدراسة فقد وقع اختيار الباحثة على قضية "العملية الشاملة سيناء 2018" التى أعلن الجيش المصرى إطلاقها فى التاسع من فبراير 2018 لتطهير سيناء بشکل شامل ونهائى من الإرهاب وذلک لاختبار النموذج المقترح فى الدراسة حول کيفية تکوين سلوک مکافحة الشائعات لدى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى. ويأتى اختيار هذه القضية على اعتبار أنها من أولويات قضايا الأمن القومى المصرى فى الأجندة الإعلامية وقت التطبيق، فضلاً عما أثارته هذه القضية من جدل واسع وأنتشار کبير للشائعات (صفقة القرن/ لتهجير أهالى سيناء/ سقوط الکثير من المدنيين...). وهو ما يجعلها تمثل نموذجاً جيداً لتطبيق الدراسة.
تتمثل المشکلة البحثية فى تحديد طبيعة وقوة العوامل المؤثرة فى تکوين سلوک مکافحة الشائعات المرتبطة بقضايا الأمن القومى المصرى (سيناء 2018) لدى مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى وذلک من خلال تحديد تأثير الاتجاه نحو سلوک مکافحة الشائعات/ وإدراک قبول الجماعات المرجعية لسلوک مکافحة الشائعات (المعايير الذاتية)/ وإدراک القدرة على التحکم فى سلوک مکافحة الشائعات/ والوعى بالآثار السلبية للشائعات/ والشعور بالمسئولية عن الآثار السلبية التى قد تنتج عن عدم التصرف بصورة داعمة للمجتمع فى مواجهة الشائعات/ والشعور بالإلتزام الأخلاقى نحو مکافحة الشائعات (المعايير الشخصية) على نية المبحوثين فى تبنى سلوک مکافحة الشائعات (نشر بيانات المصادر الرسمية والمعلومات الموثقة/ التأکد من صحة المعلومات قبل مشارکتها/ نشر تکذيب للمعلومات المضللة مدعومة بالصور والروابط/ تجاهل المعلومات المشکوک فى مصداقيتها...) وقيامهم الفعلى بهذا السلوک على وسائل التواصل الاجتماعى، فضلاً عن تحديد تأثير بعض العوامل الخلفية (المتغيرات الديموجرافية والاهتمام بالقضية) على تبنى المبحوثين لهذا السلوک. وذلک فى إطار سعى الدراسة لبناء نموذج يساعد على التنبأ بتکوين سلوک مکافحة الشائعات لدى مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى خلال فترات الأزمات والقضايا الکبرى المرتبطة بالمجتمع.