أزمة قطر 2017 فى الخطاب الصحفى العربى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

شهدت المنطقة العربية منذ أواخر عام 2010 تحولات ضخمة ، وحراک سياسي غير مسبوق، أفرز تغيرات سياسية متلاحقة شملت ولا تزال کافة الدول العربية، وإن کان ذلک بدرجات متفاوتة، ما بين ثورات أسقطت نظماً سياسية سادت لسنوات طويلة، وثورات لا تزال تناضل ضد نظم سياسية تستعصى –حتى الآن –على السقوط.  وحاولت دول أخرى أن تسبق الحراک الثوري بإصلاحات اقتصادية وسياسية، لا تزال في مراحلها الأولى، وهو ما يکشف في النهاية عن مشهد عربي تتغير ملامحه وتتفاوت متغيراته .وکان لتلک المتغيرات تأثيرها  في السياسة الخارجية لتلک الدول، أو علاقاتها بالدول العربية الأخرى، وکذلک علي مستوي العلاقات الثنائية فيما بينها ،الإ أن أبرز تلک التغيرات هى الأوضاع المأزومة التى يشهدها العالم العربى من صراعات داخل دوله أوتوترات  فيما بين بعضها البعض ،والتى جاء أبرزها أزمة قطر مع الرباعى العربى (مصر والسعودية والأمارات والبحرين) حيث أعلنت تلک الدول  مقاطعتها لقطر فى 5 يونيو2017 وقطعَ علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، وغلقَ جميع منافذها البرية والبحرية ومجالاتها الجوية التي تربطها بالدوحة. وانضم للدول المقاطعة للدوحة دولٌ أخرى، بينما قررت بعض العواصم الاکتفاء بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي مع الدوحة ليکون على مستوى “القائم بالأعمال” بدلًا من “سفير” کما فعلت الأردن، کما استدعت دولٌ أخرى سفرائها من العاصمة القَطَرية للتشاور.
وجاء في البيانات الرسمية التي صدَرت عن الدولِ المقاطعة للدوحة، أنها اتخذت تلک الإجراءات لحماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف ومحاولة قطر زعزعة أمنها وتدخلها في شؤونها الداخلية ودعمها لحرکاتٍ وتنظيمات متطرفة بل ومصنفة إرهابية ، وعلى رأس تلک التنظيمات “جماعة الإخوان المسلمين”.
وفى خضم تلک الأزمات والصراعات يبرز دور وسائل الإعلام باعتبارها منتجاً وانعکاساً لتاريخ المجتمعات وظروفها التى تعمل من خلالها ، کما يزداد ارتباطها بحکومتها فى أوقات الأزمات ،  حيث تعد وسائل الإعلام مؤسسات وطنية فى الممارسة تستجيب للضغوط المحلية والسياسية والاجتماعية وکذلک لتوقعات جماهيرها ، فهى تعکس وتعبر عن المصلحة الوطنية کما تحددها المؤسسات المسيطرة فى الدولة. کما أن النظم الإعلامية فى منطقة الشرق الأوسط تخضع للسيطرة الحکومية وتسعى إلى تنفيذ سياسات الحکومات الوطنية وأهدافها ،وهو ما يتطلب ضرورة السيطرة على مضمون وسائل الإعلام وتوجيهه بما يخدم مصالح النخبة الحاکمة . وفى هذا السياق تشير الدراسات إلى أن وسائل الإعلام يجب النظر کساحة لصراع الجماعات والمؤسسات والإيديولوجيات والدول حول تشکيل وبناء الواقع الاجتماعى  .

 و فى ضوء ذلک تأتى هذه الدراسة  التى تحاول الکشف عن الکيفية التى قدمت بها الصحافتيين المصرية والقطرية أزمة قطر باعتبارهما يمثلان طرفى الأزمة من خلال ما قدمته کل منها من تصورات حول الأزمة بما يدعم الموقف الرسمى لحکوماتها  لدعم الآنا فى مواجهة الآخر .    

الكلمات الرئيسية