تَمَثَّلَتْ مُشْكِلَةُ الدِّرَاسَةِ فِي "الكشف عن العلاقة بين اعتماد الشباب على مواقع التواصل الاجتمـاعي ومستوى الشعور بالإكتئاب والقلق المستقبلي لديهم"، ويُعد هذا هو الهدف الرئيسي الذي تسعى الدراسة إلى تحقيقة ولهذا قامت الباحثة بصياغة مجموعة من الأهداف الفرعية وهي (رصد مُعدلات تعرض واعتماد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية، ودوافع هذا التعرض والاعتماد/ الكشف عن التأثيرات (المعرفية، والوجدانية، والسلوكية) الناتجة عن اعتماد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية/ قياس درجة كلًا من (القلق من المستقبل، والإكتئاب) لديهم نتيجة تعرض أو اعتماد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية). وقد اِعْتَمَدْت البَاحِثَة فِي هَذِهِ الدِّرَاسَةُ على المنهج المسحي survey الكمي مُستخدمة استمارة الاستبيان عبر الإنترنت (الاستبيان الإلكتروني) كأداة لجمع البيانات من عينة عمدية قوامها (400 مُفردة) من الشباب الذين يتعرضون أو يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية من مختلف المستويات الإجتماعية والثقافية والاقتصادية، والتي تتراوح أعمارهم ما بين 16 عام إلى 45 عامًا، كما استندت الباحثة في الإطار النظري للدراسة على نظرية الإعتماد على وسائل الإعلام Media Dependency theory. وَخلصت الدِّرَاسَةِ إِلَى مَا يَلِي: أن الغالبية العظمى من الشباب (عينة الدراسة) بنسبة (83%) دائمًا ما يتعرضون لمواقع التواصل الاجتماعي، وأن غالبية الشباب (عينة الدراسة) يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي بدرجة كبيرة حيث بلغت نسبتهم (51.5%)، وأن أغلبية الشباب (عينة الدراسة) لديهم دوافع مُرتفعة للتعرض لمواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغت نسبتهم (70%)، وأن موقع الواتس أب What’s Up في مُقدمة مواقع التواصل الاجتماعي التي يُفضل الشباب (عينة الدراسة) الاعتماد عليها بشكل أساسي في حياتك اليومية بنسبة (85.5%)، يليه موقع الفيسبوك Facebookبنسبة (78.5%)، وأن الصفحات الشخصية الخاصة بهم في مُقدمة أكثر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم الشباب (عينة الدراسة) بمُتابعتها بشكل أساسي في حياتك اليومية بنسبة (68%)، يليه الصفحات الشخصية للأصدقاء بنسبة (51.3%)، وأن أغلبية الشباب (عينة الدراسة) يهتمون إلي حد ما بإبداء أرائهم عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي حيث كانت نسبتهم (43%)، وأن أغلبية الشباب (عينة الدراسة) يحدث لهم درجات تأثير مُتوسطة حيث بلغت نسبتهم (48%)، وأن أغلبية الشباب (عينة الدراسة) يشعرون بالإكتئاب بدرجة مُتوسطة حيث بلغت نسبتهم (45.5%)، وأن هناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين معدلات تعرض واعتماد الشباب (عينة الدراسة) على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية ودرجة قلق المُستقبل لديهم من حيث (بعد القلق المُتعلق بالمُشكلات الحياتية المُستقبلية، بعد قلق الصحة وقلق الموت، بعد القلق الذهني، بعد اليأس من المستقبل، بعد الخوف والقلق من الفشل في المستقبل) نتيجة تعرضهم أو اعتمادهم على هذه المواقع، وأخيرًا أن هناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين معدلات تعرض واعتماد الشباب (عينة الدراسة) على مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية ودرجة الإكتئاب لديهم نتيجة تعرضهم أو اعتمادهم على هذه المواقع.