مستويات تبني الشباب المصري للمنصات الرقمية الإعلامية لتداول المحتوى الترفيهي وآثارها

تهدف الدراسة إلى البحث في مستويات تبني الشباب المصري، الذين تتراوح أعمارهم بين 18-35 عامًا، للمنصات الرقمية الإعلامية لتداول المحتوى الترفيهي. وهي من الدراسات الوصفية، اعتمدت على استخدام منهج المسح وأداة الاستبيان بالتطبيق على عينة قوامها 400 شابٍ مصري، تحددت في (211) أنثى و(189) ذکر. کما قامت الدراسة بتوظيف نظرية نشر المستحدثات کإطار نظري لها.
توصلت الدراسة إلى عديد من النتائج أهمها:

ارتفاع کثافة استخدام الشباب المصري عينة الدراسة للمنصات الإعلامية الرقمية لتداول المحتوى الترفيهي، حيث بلغت نسبة من يستخدمونها بشکل دائم 53%، وهي نسبة تزيد عن نصف العينة. وبلغت نسبة من يستخدمونها أحيانًا 29.5%، ومن لا يستخدمونها 17.5%.
تعددت أسباب استخدام عينة الدراسة من الشباب المصري للمنصات الرقمية الإعلامية لتداول المحتوى الترفيهي. وتحددت في مزايا هذه المنصات التي تضمنت بثها لمحتوى متکامل وحصري من الأفلام والمسلسلات والبرامج، وتعدد اللغات التي تبث بها المضمون، ومصاحبتها بالترجمة والدبلجة، وجودة الخدمة المقدمة في هذه المنصات، والتحکم في مستوى المضمون الترفيهي، وعدم وجود إعلانات أو فواصل، هذا بالإضافة إلى أن تکلفتها مناسبة للخدمات التي تقدمها.
إن تبني الشباب المصري عينة الدراسة للمنصات الرقمية الإعلامية لتداول المحتوى الترفيهي يؤثر على متابعتهم للتليفزيون التقليدي، حيث رأت عينة الدراسة أن المنصات الرقمية تتيح لهم الحرية الکاملة في اختيار المضمون الذي يريدونه في الوقت الذي يريدونه، ويجعلهم أکثر تحکمًا في المضمون، کما تتنوع أشکالها وجنسياتها ومضامينها، ويشعرون بحرية أکبر في متابعتها، کما أغنتهم المنصات الرقمية تمامًا عن مشاهدة التليفزيون.
  تحددت آثار تبني الشباب المصري للمنصات الرقمية الإعلامية لتداول المحتوى الترفيهي على المجتمع المصري في عديد من الآثار الإيجابية، مثل الاطلاع على الثقافات الأخرى، وتبني ثقافة الاختلاف وقبول الآخر، واعتبار المنصات الرقمية مستحدثًا جديدًا على المجتمع المصري يعمل على تقدمه، ويدعم تطوير وسائل الإعلام، کما يساعد على اکتساب سلوکيات إيجابية من مضمون هذه المنصات. وقد أسهم تبني هذه المنصات والمحتوى الذي تقدمه في إدراک عينة الدراسة لإيجابيات الواقع، في حين توجد عديد من الآثار السلبية لتبني عينة الدراسة لهذه المنصات ومشاهدة مضمونها، أهمها أن أغلب المضامين التي تقدمها هذه المنصات تخالف قيم وعادات وتقاليد المجتمع المصري وثقافته وتعاليم الدين.