يسعى هذا البحث إلى محاولة فهم الأسباب التي أدت إلى وجود اختلافات في تفضيلات وسائل التواصل الاجتماعي بين کل من مصر والإمارات والمعاني التي يعطيها کل مجتمع ممثلاً في أفراده لهذه الوسائل. وقد تبنى البحث نظريتين هما نظرية البناء الاجتماعي للتکنولوجيا ونظرية الاستخدامات والإشباعات. سعى البحث إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة الرئيسية حول وسائل التواصل الاجتماعي المفضلة لدى أفراد العينة في کل بلد، ومدى وجود علاقة ارتباطية بين الجنسية والوسيلة المفضلة، بجانب معرفة أسباب تفضيل وسيلة بعينها والاستخدامات والإشباعات الخاصة بأفراد العينة وما يمکن استنتاجه من "معان" وهل هذه المعاني مرتبطة بجنسية المبحوثين، وأخيراً مدى وجود اختلاف في المعاني المعطاة من قبل المبحوثين ارتباطاً بالوسيلة المفضلة لديهم. استخدم البحث منهج المسح بالعينة مستعيناً بصحيفة استقصاء تم جمع بياناتها باستخدام أسلوب العينة المتاحة من طلبة جامعيين في کل من مصر والإمارات بلغ حجمها 324 طالباً. الخلاصة التي تم التوصل إليها من خلال النتائج التفصيلية للبحث أن المعاني المجتمعية المعطاة من قِبل الأفراد في کل من مصر والإمارات للمنصات المتنوعة من وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تؤدي إلى تفضيل مجتمع ما وسيلة على أخرى ، وربما إلى استخدام الأفراد في کل مجتمعٍ لنفس الوسيلة بطريقة مغايرة وفقا لهذا المعنى المعَطَى لها. تدعم نتائج البحث رؤية نظرية البناء الاجتماعي للتکنولوجيا (SCOT) التي ترى أن التکنولوجيا لا تحدد سلوک الأفراد بل على العکس الأفرادُ هم الذين يشکلون التکنولوجيا ، وأنه لا يمکننا فهم الطرق التي تُستخدَم بها وسائل التواصل الاجتماعي بدون فهم السياق الاجتماعي الذي تعمل ضمنه هذه الوسائل. وعلى الرغم من التسليم بأن التکنولوجيا ظاهرة موجودة وتحدث في حياتنا کل يوم ، فإنها نتيجةٌ وليست مصدراً للتغير الاجتماعي الثقافي في المجتمع بل وتتأثر به ، وإن الإنسان يبتکر التکنولوجيا ويتحکم فيها لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهو الذي يحدد معناها في حياته.