دور شبکات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الخوف أثناء المخاطر وتمثلاتها لدى عينة من الجمهور المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ مساعد بقسم العلاقات العامة والاعلان بکلية الاعلام - جامعة الأهرام الکندية

المستخلص

             انتشر منذ أواخر التسعينيات ما يُطلق عليه «ثقافة الخوف» The culture of fear وذلک کرد فعل لقيام المجتمع من خلال أنظمته الاتصالية المتعددة بترويج مناخ من الخوف ناتج عن تزايد المخاطر العامة المحيطة بالأفراد في مجتمعاتهم المحلية والعالم الخارجي، مثل انتشار الأمراض المستعصية، واختفاء الأطفال، والتلوث البيئي، وتزايد معدلات الجريمة، وأسلحة الدمار الشامل، وغير ذلک من المخاطر، إضافة إلى ظهور مخاوف يومية لدى عددٍ کبيرٍ من الأشخاص مرتبطة بالأنظمة الغذائية وتربية الأطفال ونمط المعيشة. وهو ما دعا البعض إلى الاعتقاد بأن صناعة الخوف والترويج لها هو نتاج لحملات سياسية وقوى ضغط يساندها أنظمة إعلامية.
 ورغم وجود عددٍ من المعترِضين على مصطلح ثقافة الخوف إلا أنهم تفهموا أن الخوف والثقافة أصبحا مصطلحين مرتبطين بدرجةٍ کبيرة نتيجة تعرض الأفراد بشکل روتيني للترويع والتخويف.
            ومع رسوخ حقيقة أن وسائل الإعلام أصبحت من أقوى المؤسسات الاجتماعية في العصر الحالي وأکثرها تأثيرًا، تصاعد الجدل بين الباحثين حول ما إذا کانت الرسائل الاتصالية تسعى إلى جذب انتباه الجمهور من خلال اعتمادها على استمالات التخويف وترکيزها على المشاکل والتهديدات التي تحيط بهم أکثر من نقل المعلومات بشکل مجرد، خاصة في ظل تزايد تأثيرات شبکات التواصل الاجتماعي مؤخرًا في حياتنا اليومية، وبشکل خاص بالنسبة للأفراد الذين تعد مصدرهم الرئيسي للمعلومات وليس لديهم خبرات مباشرة بالنسبة لکثيرٍ من القضايا التي يتعرضون لها.
وإذا کان التواصل والاتصال وقت الکوارث والمخاطر - والتي منها انتشار الأوبئة والجوائح - ليس له معايير أو مبادئ ثابتة؛ لأنها أحداث خارجة عن المألوف، خاصة عندما يتفاقم الوضع ويکون على العلماء والحکومات التواصل مع الجمهور من خلال وسائل الاتصال مناسبة، فإنه من الوارد أن ينتج عن هذه الاتصالات مبالغة أو سوء فهم أو تبسيط للوضع.
 
وتطرح هذه الدراسة العديد من القضايا ، من أهمها التعرف على مدى استخدام شبکة الفيسبوک لاستمالات الخوف وقت انتشار جائحة الکورونا، ودورها في تعميم خطاب الخوف من خلال نشر قصص ومصطلحات تضفي على التهديدات أبعادًا جديدة. کما تقدم الدراسة تفسيرات لأنماط التغير في السلوک وقت انتشار خطر فيروس الکورونا في ظل نظرية دافع الحماية، والتي بناءً عليها يتحدد سلوک الفرد وفقًا لتقييمه لشدة الخطر واحتمال تعرضه له ومعتقداته حول فعالية السلوکيات المطروحة لتجنب الخطر وقدرته على القيام بها.
وقد اعتمدت الدراسة في جمع بياناتها على المنهج الکمي والکيفي من خلال تطبيق استمارة الاستقصاء واجراء مجموعات النقاش المرکزة لإيجاد العلاقة بين التعرض لشبکة الفيسبوک وتکوين مشاعر القلق والخوف لدى المتعرضين وسلوکياتهم في إطار إدراکهم للخطر، وذلک في إطار نظرية دافع الحماية مع اضافة متغير جديد لها يتمثل في التعرض للقصص والأخبار السلبية المرتبطة بالمرض من خلال شبکة الفيس بوک. ومن خلال بناء مقاييس نفسية ووضع العديد من التساؤلات والفروض . جاءت أهم نتائج الدراسة لتؤکد على أنه من أهم دوافع إدراک المبحوثين للخطر هو تعرضهم لقصص وأخبار سلبية على شبکة الفيسبوک، مثل عدم وجود أماکن بالمستشفيات وعدم توافر العلاج اللازم وأن الإصابة بالفيروس تؤدي للوفاة. بالاضافة الى اثبات وجود علاقة بين درجة مخاوف الفرد، والتي تمثلت أعراضها في الشعور بالقلق، والتهديد، واضطراب النوم بدرجة قوية، والتأکد أن الاصابة بالمرض حتمية، وبين سعيه للبحث عن مزيد من المعلومات حول المرض والسلوکيات المطلوب اتباعها للوقاية.

الكلمات الرئيسية