الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي وکفاءتها کمصادر للمعلومات عن جائحة کورونا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة أسيوط.

المستخلص

إن وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بأولوية تفضيلية متقدمة لدى مختلف الشرائح العمرية وبخاصة القطاعات الشابة القادرة على التعامل مع تکنولوجيا الاتصال وبات الاعتماد عليها في الحصول على المعلومات والأخبار  أهمية بالغة  في الوقت الذي توضح کافة المؤشرات  أن الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي باتت تمثل جائحة بطبيعة فيروسية لا تقل في خطورتها وتأثيراتها عن جائحة کورونا ذاتها ، الأمر  الذي ينعکس دون شک على فاعليتها کمصدر إخباري ومعلوماتي وبخاصة في المواقف الغامضة التي يحتاج فيها الفرد للبحث عن مصادر تقلل من حالة الغموض حول الموقف الماثل .
لذا سعت الدراسة إلى البحث في دوافع اعتماد أفراد الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي والتأثيرات الناتجة عن هذه الدوافع وکيف يؤثر نشر الأخبار المزيفة على منصاتها وحسابتها على فعالية هذه الوسائل وکفاءتها من حيث درجة اعتماد الجمهور عليها کمصدر للمعلومات والأخبار المتعلقة بجائحة کورونا وهي من المواقف الحرجة - التي تعرض لها الفرد لأنها ترتبط بحياته وأمنه الصحي - وکذلک الغامضة التي يتعامل معها الجمهور والمتخصصين على حد سواء،  لأن المعروف عن هذا الجائحة من حيث مصدرها وأسبابها وکيفية مواجهتها والوقاية منها وسبل مواجهتها لا يخلوا من کثير من الاجتهادات وإن شئت المغالطات  - حتى إجراء هذه الدراسة - الأمر الذي يدفع الجمهور إلى البحث المستمر عن مصادر للمعلومات وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي  .
اعتمدت الدراسة نظريتين أساسيتين هما نظرية الثراء الإعلامي media richness theory ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام media dependency theory إضافة إلى الاستفادة من نموذج تفاعل الجمهور عبر شبکات التواصل. social media engagement باعتبارهم يناسبون موضوع الدراسة والأقرب إلى تحقيق أهدافها والإجابة على تساؤلاتها واختبار فروضها.
وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج منها جاء انستجرام Instagram في مقدمة وسائل التواصل التي يعتمد عليها عينة الدراسة في متابعة الأخبار بنسبة 30.6% يليه وبفارق واتس آب Whats App بنسبة 17.4%، ثم فيسبوک Facebook بنسبة 15.3%، يليه وبفارق بسيط تويتر Twitter، ثم سناب شات بنسبة 12.4%، وأخيرا يوتيوب You Tube وبنسبة 10.4%.
اتضح أن النسبة الغالبة لعينة الدراسة قد تعرضت لأخبار مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي منهم نسبة 26.8% يتعرضون بشکل دائم لتلک النوعية من الأخبار، 59.2% يتعرضون من حين إلى آخر، کما أن غالبية الأفراد عينة الدراسة يرون أن نشر الأخبار المزيفة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي تأتي تنفيذا لأجندة معينة؛ فهناک من لهم مصالح محددة لنشر هذا المضمون المزيف لوسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 77.2%، کما أن غالبية أفراد عينة الدراسة يرون مسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار الأخبار المزيفة على منصاتها حيث يرى نسبة 55.6% أن وسائل التواصل الاجتماعي "مسؤولة إلي حد کبير " کما أفاد نسبة40.8 % أنها "مسؤولة إلى حد ما ".
 أما عن دوافع اعتماد الجمهور عينة الدراسة على وسائل التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات والأخبار حول جائحة کورونا أن دوافع الفهم جاءت في المرتبة الأولي لدوافع اعتماد الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي بوزن مرجح 80.57 وجاءت دوافع الفهم الاجتماعي في مقدمة دوافع الفهم بوزن مرجح 81.20، ثم دوافع الفهم الذاتي بوزن مرجح 79.95.
جاءت التأثيرات الإدراکية في مقدمة التأثيرات الناتجة عن اعتماد الأفراد عينة الدراسة على وسائل التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات والأخبار حول جائحة کورونا، وذلک بوزن مرجح 75.05، تلاها التأثيرات الوجدانية بوزن مرجح 74.50، وأخيرا التأثيرات السلوکية بوزن مرجح 74.30.

الكلمات الرئيسية