يقدم هذا البحث إطاراً جديداً لدراسة الأنشطة الاتصالية للعلاقات العامة الدولية بالمنظمات الدبلوماسية؛ إذ تطرق إلي رصد هذه الأنشطة، ودراسة أبعادها، وبناءها، ووصف الممارسات الاتصالية التي تتم من خلالها، ليس عبر وسائل الإعلام التقليدية، وإنما عبر تلک التطبيقات المستحدثة التي أنتجتها التقنيات التفاعلية لشبکة الإنترنت؛ وهي التطبيقات التي بلورت مفهوم المنصات الرسمية للمنظمات الدبلوماسية. کما تطرق البحث إلي رصد ملامح الهوية الوطنية التي تعکسها هذه المنصات من ناحية، والتي تدرکها الفئات المستخدمة لها من ناحية أخري؛ وذلک في محاولة لقياس فاعلية الأنشطة الاتصالية للعلاقات العامة الدولية عبر المنصات الرسمية للمنظمات الدبلوماسية في تسويق الهوية الوطنية للدول والشعوب النامية والمتقدمة. واستند البحث إلي الأسس الفکرية للعلاقات العامة الدولية، والرؤي الفلسفية التي تناولت مراحل بناءها وممارستها المهنية، وإلي النماذج النظرية والمحاولات البحثية التطبيقية التي فسرت مفهوم الهوية الوطنية وأبعادها وعناصرها، واستند أيضاً إلي النموذج الذي قدمه "Rizwan" عام 2019 لشرح استراتيجيات تسويق الهوية الوطنية؛ وتم إجرائه من خلال تحليل عينة من مضمون منصتي وزارتي الخارجية المصرية والأمريکية علي موقع الفيس بوک، واستبيان رأي عينة من مستخدمي هذا الموقع بجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريکية. وأفصحت النتائج التي تم التوصل إليها عن تنوع الأنشطة الاتصالية للعلاقات العامة الدولية عبر منصتي وزارتي الخارجية المصرية والأمريکية، واختلاف نوعية هذه الأنشطة. وتقديمها سبعة أبعاد رئيسية للهوية الوطنية، تنوعت لتشمل الماهية الاقتصادية، والتاريخية، والثقافية، والحضارية، والجغرافية، والسياسية، والعسکرية للدولة التي تنتمي إليها المنصة الإلکترونية موضع الدراسة، وتضمن کل بعد من الأبعاد السبعة الرئيسية المُشار إليها مجموعة من العناصر الفرعية التي تجسده وتعکس ملامحه، کما أفصحت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية بين التعرض للأنشطة الاتصالية للعلاقات العامة الدولية، ومستوي إدراک عناصر الهوية الوطنية.