إتجاهات طلاب المرحلة الثانوية نحو تدريس منهج الصحافة المدرسية وعلاقته بمستوي ممارستهم للأنشطة الإعلامية بالمدرسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاعلام التربوي ، کلية التربية النوعية ، جامعة المنصورة

المستخلص

      في ظل الدور المتزايد لوسائل الإعلام في التأثير على المجتمع بشکل عام والطلاب بشکل خاص أصبح من الضروري أن تقوم المدرسة بدور فاعل من خلال المنهج الدراسي لتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام . وهذا بدوره يقتضي رعاية المواهب العلمية للطلاب وممارسة الأنشطة الإعلامية بفاعلية وبمهارة عالية وإتقان ، الأمر الذي يتطّلب الاهتمام بالجانب المهاري أوالتطبيقي في تدريس المنهج  بوصفه وسيلة فاعلة تمکن الطلاب من امتلاک أدوات الفکر والبحث والعمل من خلال ممارسة النشاط والتي بدورها تمکنهم من التأثير بفاعلية في المجتمع المدرسي والبيئة المحيطة ، والتي تزويدهم وتنمي فيهم مهارات التفکيرالناقد  للرسائل الإعلامية وإکسابهم تحليل المحتوى المعلوماتي الموجود فيها بما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وواعية حيالها فيما يتلقونه من رسائل إعلامية متواصلة أو فيما ينتجونه من أنشطة في المجتمع المدرسي کردع ثقافي لمواجهة حروب الجيل الرابع والخامس ومنها حرب المعلومات .
     ويتصف طلاب هذه المرحلة بالطموح الکبير الذي يکون في أغلب الأحيان فوق طاقتهم ويظهر لديهم الولاء للمبادئ والمثل العليا مع الرغبة في الاختلاط بالآخرين ، ويظهر لديهم الرغبة في التأکد من صحة المعتقدات کما يميلون إلى الحرية الذهنية ويحتاجون إلى بعض الإرشادات في کيفية استعمالها ، ويميلون إلى المعلومات الدقيقة التي يحاولون الحصول عليها من المصادرالموثوق بها ، ولذلک تعد هذه المرحلة مرحلة يقظة عقلية . ويتأثر الشباب بمن فيهم طلاب المرحلة الثانوية في المجتمعات المعاصرة بعوامل محلية وقومية وعالمية کما يواجهون مجموعة من التحديات الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر في قدراتهم على تحقيق مطالب نموهم  ، وإذا أردنا أن نسّلم لجيل اليوم مفاتيح المستقبل فما علينا إلا أن نضعه على طريق العلم لأنه المستقبل ، وقد يکون النشاط العلمي هو أحد السبل التي توجه طالب اليوم نحو العلم وتغرس فيه محبته ليسبر أغواره بعمق في المستقبل ويسلک طرق البحث والاکتشاف وتطوير الحياة بما يواکب متطلبات العصر.      
     وفي إطار فلسفة تقليدية تعنى بثقافة الذاکرة لا بثقافة الإبداع توجد هوة شاسعة بين الواقع الفعلي لممارسة الأنشطة المختلفة في المدارس وبين ما تأمله من تجديد وابتکار في إعداد وتنفيذ تلک الأنشطة المدرسية ، " فإن ممارسة النشاط الإعلامي داخل المدرسة تنقل الطلاب من ثقافة الذاکرة إلي ثقافة الإبداع  ولذا يجب وضع الأنشطة المدرسية موضعها السليم في الخطة المدرسية حتى تضيق الهوة بين الواقع والمأمول في ممارسة الأنشطة حيث توصلت دراسة ترکي نصار1995 م  إلي أن الوضع الراهن للإعلام المدرسي بالمرحلة الثانوية يتسم بالقصور في الواقع الفعلي وهو دون المستوي المرغوب فيه ، وأظهرت الدراسة أيضاً وجود فجوة کبيرة بين الواقع الفعلي للإعلام المدرسي والمتوقع له وذلک يرجع إلي عدم وجود خطة وأهداف واضحة للإعلام المدرسي وعدم تخصيص وقت محدد له فضلا عن نقص الإمکانيات البشرية والمادية. ورغم ما أکدته الدراسات من دور للأنشطة المدرسية في إثراء خبرات ومعارف الطلاب وبثها الحيوية والنشاط فيهم وخلقها روح التجديد والإبداع عندهم وإکسابها لهم مهارات جديدة ومعالجتها لبعض نواحي القصور فقد أظهرت دراسة  طه محمد طه برکات عام 1998م  أن تلاميذ المدارس يعلمون بوجود أنشطة الصحافة المدرسية بنسبة (97,4%) ، ويدرکون فوائدها بالنسبة لهم (91,1%) ، وأن غيابها أو إلغائها له تأثير سلبي کبير عليهم بنسبة (97,8%) إلا أن الممارسة الفعلية لأنشطة الصحافة المدرسية لا تزال في حدها الأدني بنسبة (28,8%) ، کما أکدت الدراسة أن أهم عوائق نشاط الصحافة المدرسية هي عدم وجود وقت مخصص للنشاط ، عدم إهتمام إدارة المدرسة بهذا النشاط  ، ضعف الميزانية المخصصة للنشاط .
     والواقع أنه يلاحظ أن مستوى مشارکة الطلاب في تلک الأنشطة دون المستوى المطلوب ولا يتناسب مع تنوع تلک الأنشطة المقدمة في المدارس . وتشير بعض الدراسات منها دراسة   " بوول الذي توصل إلى أن معظم الطلاب لديهم اتجاه إيجابي نحو المدرسة ، و کذلک دراسة کلارک  الذي أکد أن معظم الطلاب يفضلون المدرسة ويمنحون درجة عالية لتقييمها ، ودراسة کل من " سوسنيک واثنقتون " الذين توصلا إلى أن الطلاب سواء في المدارس الجيدة أو غير الجيدة لديهم اتجاه إيجابي نحو مقرراتهم العلمية " کما توجد إتجاهات إيجابية نحو المدرسة بجميع عناصرها . وانطلاقاً من هذا الواقع يهتم الباحث بالتعرف على إتجاه طلاب المرحلة الثانوية نحو تدريس منهج الصحافة المدرسية وعلاقته بواقع مشارکتهم  في ممارسة الأنشطة الإعلامية في المدارس في ظل التقويم التربوي الشامل لتطوير منظومة التعليم وهي جديرة بالاهتمام . وبناء على ذلک تتحدد المشکلة البحثية في السؤال التالي :
- ما إتجاهات طلاب مرحلة الثانوية العامة  نحو تدريس منهج الصحافة المدرسية وعلاقته بمستوي ممارستهم للأنشطة الإعلامية بالمدرسة ؟ وهل توجد فروق دالة إحصائياً سواء في الإتجاهات أومستوي الممارسة وفق متغيرات النوع  ونوع التعليم المدرسي والإقامة ؟

الكلمات الرئيسية