أثر الأخبار الکاذبة على مواقع التواصل الأجتماعى فى نشر القلق السياسى لدى الشباب:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام التربوى بکلية التربية النوعية - جامعة القاهرة

المستخلص

تطالعنا شبکات التواصل الاجتماعى بالعديد من الأخبار المزيفة والکاذبة والتى تنتشر بسرعة خارقة وتترک تأثيرات سلبية عديدة، وأصبح اکتشاف هذه الأخبار وتصديقها يخضع لعوامل عديدة منها درجة التوتر السياسى للمجتمع, ومن هنا جاءت مشکلة الدراسة لمعرفة تأثير هذه الأخبار الکاذبة على الشباب باعتبارهم الفئة الأکبر استخداماً لمواقع التواصل, والأکثر احتمالاً للتأثر بهذه المواد المضللة , والتى تجعلهم يشعرون بالقلق على المشهد السياسى المصرى.
ومن ثم تستهدف الدراسة معرفة أثر مثل هذه الأخبار الکاذبة على مستويات القلق السياسى لديهم سواء من حيث أداء الحکومة أو طبيعة الأحداث السياسية للمجتمع، وذلک من خلال دراسة شبه تجريبية على الشباب الجامعى شملت ثلاث مجموعات، الأولى عرض الطلاب فيها لمجموعة أخبار کاذبة،والثانية تعرضت لنفس الأخبار بالإضافة لأخبار أخرى تکذب ما سبق نشره، والمجموعة الثالثة ضابطة لم تعرض لأى أخبار. وذلک على عينة شملت 90 مفردة وقسمت کل مجموعة إلى 30 مفردة (17 فتاه و13 شاب) وزع عليهم استبيان ثم تعرضوا لهذه الأخبار الکاذبة، وتم قياس بعدى لإعادة تطبيق مقياس للقلق السياسى عليهم.
إضافة لمجموعات نقاش مرکزة مع 16 طالب وطالبة لمناقشتهم بشکل مستفيض عن تعاملاتهم مع أخبار مواقع التواصل المضللة وطرح رؤيتهم لمواجهة هذه الظاهرة السلبية.
نتائج مجموعات النقاش المرکزة:
عبر المبحوثون عن معدلات استخدام مرتفعة لمواقع التواصل الاجتماعى واعتبروه من طقوس الحياة اليومية لارتباطهم الشديد به واعتمادهم عليه کمصدر رئيسى للحصول على المعلومات والتواصل مع الآخرين ومع العالم، واعتبروا أن الواتس أب والفيس بوک فى مقدمة الوسائل المستخدمة، فى حين أکد البعض الآخر أن القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية أکثر مصداقية وإلتزاماً، وأنهم يثقون فى أخبارها لأنها ليست آراء أو انطباعات، وأکدت مجموعة الشباب أنهم يتشارکون الأخبار التي تتصل بحياتهم واهتماماتهم مثل: التحذيرات , ورفع الأسعار, والمواد الکوميدية لأن السمة الأساسية لهذه المواقع هو التواصل والمشارکة وليس مجرد القراءة بل يجب التفاعل معها.
عرف الشباب الأخبار الکاذبة بأنها أخبار ملفقة ليس لها أساس من الصحة, أو أنها تحمل جزء من الحقيقة وتهدف للإثارة والإنتشار، وأنهم لا يهتمون بمصادر الأخبار دائماً وأن أهم شئ أن يکون مسلى ويحظى بالانتشار ويحقق نسب متابعة ومشارکة مرتفعة، فى حين عبر البعض الآخر عن أن معظم الأخبار خاصة السياسية يقصد بها بث الإشاعات والبلبلة وإثارة ضجة مفتعلة من أطراف مجتمعية وقوى سياسية معارضة.
وأکدوا أن أسباب إنتشار مثل هذه الأخبار تشمل الإعلاميين الذين يسعون لکسب المشارکة والتعليقات والدخول على المواقع من المستخدمين ومن الدولة أو الحکومة التي قد تنشر خبر کاختبار مبدئى قبل سن قانون أو اتخاذ قرار فتحاول تمهيد الرأى العام لتقبله أو کوسيلة للفت نظر المجتمع بعيداً عن الإخفاقات أو المشاکل وتوجيه اهتمامهم لإتجاه مختلف.

الكلمات الرئيسية