تأثير الشائعات الإلكترونية على قيم المجتمعات واستراتيجيات التصدي لها (السودان أنموذجاً)

تُعد الشائعات من أخطر الظواهر الاجتماعية وأشدها فتكاً بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ولعل السبب الرئيس الذي يقف وراء خطورتها على البناء الاجتماعي فقدانها المصداقية مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات وإجراءات خاطئة، ويترتب على ذلك أن تكون الشائعة هي مصدر الحقيقة، ويتم التعامل معها على هذا الأساس، ومن هذا المنطلق فإنها تعمل على تبديل الحقائق وتؤدي إلى نتائج سالبة لا تقتصر على مجال معين من مجالات المجتمع. وقد ساهم انتشار تطبيقات التواصل الإلكتروني(فيسبوك، تويتر، يوتيوب، وغيرها) في الحصول على الأخبار والمعلومات حول كثير من الموضوعات، بوصفها أدوات فاعلة لنشر الأفكار والرؤى بقية الوصول إلى أعداد كبيرة من مستخدميها، إلا أنها في كثير من الأحايين تتحول إلى مصدر خصب لاختلاق الشائعات والتضليل والتلاعب بالعقول ونشر الأقاويل الأمر الذي يؤثر على منظومة القيم والأخلاق التي تكون سلوك المجتمعات، لذا فإن تعرضها للمخاطر والتأثير عليها من خلال الشائعات يعتبر أمراً وارداً في ظل انتشار استخدام تطبيقات التواصل الإلكتروني وهيمنتها على الوسائل الإعلامية، لذلك تبحث هذه الدراسة عن تأثير الشائعات الإلكترونية على القيم في المجتمعات واستراتيجات وسبل التصدي له. وتواجه مجتمعاتنا العديد من المخاطر جراء انتشار الشائعات في تطبيقات التواصل الإلكتروني بصورة غير مسبوقة، وخاصة على تطبيقات الفيس بوك والواتس أب، حيث أتاحت تلك التطبيقات نوافذ إعلامية تصل لقطاع عريض من الجماهير من ملايين المتابعين لها. والعلاقة بين الشائعات وتطبيقات التواصل الإلكتروني علاقة قوية تتمثل في أن تلك التطبيقات أصبحت إحدى وسائل الانتشار لأي معلومة أو خبر أو حدث .
   وعليه تتحدد مشكلة هذه الدراسة في الكشف عن الشائعات الإلكترونية وتأثيرها على القيم في المجتمعات والكشف عن سبل مكافحتها، ووضع استراتيجيات للتصدي لها.
 وتكمن أهمية الدراسة في أنها تلقي الضوء على موضوع مهم ذي صلة بواقع الحياة الاجتماعية وهي الشائعات لها التأثير على قيم المجتمعات، وتأتى أهمية الدراسة وفي هذا الوقت بالتحديد نسبةً لكثرة تداول الشائعات أو الأخبار المختلطة ببعض الحقائق في ظل ما يمر به السودان الآن.
الهدف العام لهذه الدراسة هو تحديد تأثير الشائعات عبر الوسائط الإلكترونية على القيم في المجتمع السوداني؟ وتنبجس منه عدة أهداف تفصيلية
وتنتمي الدراسة إلى مجال الدراسات الوصفية التحليلية، وتستخدم منهج المسح الذي يعرف بأنه أحد الأساليب المتعلقة بجمع المعلومات.